الولايات المتحدة تعلن إقرار مساعدة عسكرية «متواضعة» لأوكرانيا


هل يقيد بايدن المساعدات العسكرية لإسرائيل إذا هاجمت رفح؟

هل يمكن أن يفكر الرئيس الأميركي جو بايدن في وضع قيود على المساعدات العسكرية لإسرائيل، إذا مضت في تهديداتها بغزو مدينة رفح؟

سؤال طرح بقوة في الساعات والأيام القليلة الماضية، بعدما طفت الخلافات العلنية بين بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يرفض الجهود التي تبذلها واشنطن للحد من الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين وتخفيف القيود على إدخال المساعدات، والموافقة على وقف مؤقت لإطلاق النار والإفراج عن السجناء الفلسطينيين والرهائن الإسرائيليين.

تدخل انتخابي من نتنياهو

بيد أن تصريحات نتنياهو الأخيرة التي أدلى بها لصحيفة «بوليتيكو» عن «خطه الأحمر»، رداً على بايدن، عدتها أوساط أميركية «قلة وفاء» لوقوف الرئيس إلى جانب إسرائيل، منذ اندلاع الحرب في غزة، ونوعا من التدخل السياسي في جهود بايدن للفوز في الانتخابات الرئاسية ضد منافسه الجمهوري دونالد ترمب. وبينما لم يتخذ بايدن أي قرار بشأن الحد من عمليات نقل الأسلحة في المستقبل، قال مسؤولون إنه قد يفعل ذلك إذا شنت إسرائيل عملية جديدة تزيد من تعرض المدنيين الفلسطينيين للخطر. ونقلت صحيفة «بوليتيكو» عن أحد المسؤولين قوله: «إنه شيء فكر فيه بالتأكيد».

وأعطى بايدن مؤشرات متباينة حول شعوره تجاه مبيعات الأسلحة المستقبلية لإسرائيل. وفي العام الماضي، عدّ تكييف المساعدة العسكرية بأنها «فكرة جديرة بالاهتمام». وفي مقابلة أجريت معه نهاية الأسبوع، قال إنه سيواصل إرسال الأسلحة إلى البلاد، وخاصة نظام الدفاع الصاروخي «القبة الحديدية». لكنه قال في المقابلة نفسها إن الخسائر الكبيرة في صفوف المدنيين في غزة كانت بمثابة «خط أحمر» بالنسبة له.

وقال بايدن في مقابلة مع شبكة «إم إس إن بي سي»: «لا يمكن أن يموت 30 ألف فلسطيني إضافي». واستخدمت إدارته مجموعة من التكتيكات الدبلوماسية للتأثير على إسرائيل، وقد يكون التلويح بفرض شروط على المساعدات، وسيلة أخرى لحمل إسرائيل على تغيير تفكيرها بشأن حملة واسعة النطاق على رفح.

هل يقيد الرئيس الأميركي جو بايدن المساعدات العسكرية لإسرائيل إذا هاجمت رفح؟ (أ.ف.ب)

ورغم ذلك، قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون، إن الرئيس «يعتقد أن هناك أساليب أخرى اتخذناها ونتخذها أكثر فعالية». وقالت للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية: «لا أعتقد أنه من المفيد تخصيص مصطلح من نوع (الخط الأحمر) لمجموعة معقدة للغاية من السياسات. لقد رأيتم الرئيس يتحدث بصوت عالٍ وصريح للغاية بشأن ما نفكر فيه بشأن الوضع على الأرض وما يجب أن يحدث من هنا».

في هذا الوقت أكد مسؤول أميركي أن إسرائيل لم تشارك بعد خطة «ذات مصداقية وقابلة للتنفيذ لحماية المدنيين في رفح مع إدارة بايدن. وتريد الولايات المتحدة أن ترى ذلك قبل أن تعطي الضوء الأخضر الضمني لتقدم إسرائيل».

مسؤولو الاستخبارات يحذرون

ويوم الاثنين، حذرت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية، أفريل هاينز، من أن الحرب في غزة، ساهمت في بروز تهديدات أمنية جديدة بوجه الولايات المتحدة من جماعات إرهابية، بسبب دعم واشنطن لإسرائيل.

وكشفت هاينز، في جلسة استماع سنوية مع قادة أجهزة الاستخبارات في الكونغرس، بشأن التهديدات الأمنية العالمية، أن هذه الأزمة حفزت العنف لدى مجموعة من الجهات بجميع أنحاء العالم، مشيرة إلى أنه على الرغم من أنه من السابق لأوانه معرفة امتدادات وتأثيرات ذلك، فمن المحتمل أن يحمل الصراع في غزة «تهديدات إرهابية قد تستمر لأجيال».

وأوضحت أن هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الذي شنته «حماس» على إسرائيل، أدى إلى بروز تهديدات جديدة للولايات المتحدة من قبل الجماعات المرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«داعش»، في حين استخدمت الجماعات المسلحة المدعومة من إيران «الصراع فرصة لمتابعة أجندتها الخاصة» ضد الولايات المتحدة.

قادة أجهزة الاستخبارات الأميركية خلال شهادتهم أمام لجنة الاستخبارات في الكونغرس يوم الاثنين (أ.ف.ب)

وتابعت هاينز بأن «الصراع في غزة يشكل تحديا أيضا للكثير من الشركاء العرب الرئيسيين، الذين يواجهون مشاعر عامة ضد إسرائيل والولايات المتحدة بسبب الموت والدمار في القطاع، ولكنهم ينظرون أيضا إلى واشنطن باعتبارها وسيطا في وضع أفضل لإنهاء الحرب قبل أن تمتد إلى عمق المنطقة».

وقف إطلاق النار ضروري

من ناحيته، تحدث وليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) بأمل مشوب بالحذر، عن إمكانية أن يكون اتفاق وقف إطلاق النار «الخطوة الأولى نحو ما قد يكون ترتيبات أكثر ديمومة مع مرور الوقت». وأضاف: «لا أعتقد أن أحدا يستطيع ضمان النجاح… لكن أعتقد أن البديل عنه سيكون استمرار معاناة المدنيين الأبرياء في غزة من ظروف يائسة، ومعاناة الرهائن وأسرهم أيضا في ظل ظروف يائسة للغاية… ونفس الشيء بالنسبة لنا جميعا».

وحاول مسؤولو المخابرات الابتعاد عن الجدل الدائر حول الحرب التي عصفت بالسياسة الأميركية ووضعت إدارة بايدن في موقف صعب، يتمثل في دعم حليف يواجه إدانة متزايدة من الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان الدولية، وكذلك من ناخبين وليبراليين أميركيين، في ظل ارتفاع عدد القتلى المدنيين والأوضاع الإنسانية القاسية بالقطاع.

وخلال الجلسة، حث السيناتور الجمهوري توم كوتون، وهو مؤيد قوي لإسرائيل، بيرنز وهاينز على دحض مزاعم المنتقدين بأن إسرائيل «تبيد الشعب الفلسطيني» بحملتها العسكرية. ورفض المسؤولان ذلك. وقال بيرنز إنه بينما تتفهم الإدارة «حاجة إسرائيل» للرد على الهجوم الوحشي الذي تعرضت له في 7 أكتوبر، «أعتقد أنه يتعين علينا جميعاً أن نضع في اعتبارنا الخسائر الهائلة التي خلفها هذا الهجوم على المدنيين الأبرياء في غزة».

وفي رده على تساؤل كوتون عمّا إذا كانت إسرائيل تقوم بتجويع الأطفال الفلسطينيين، بحسب تقارير الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الإنسانية، أجاب بيرنز: «الحقيقة هي أن هناك أطفالاً يتضورون جوعا. إنهم يعانون من سوء التغذية، نتيجة لعدم تمكن المساعدات الإنسانية من الوصول إليهم. من الصعب جدا توزيع المساعدات الإنسانية بشكل فعال، ما لم يكن هناك وقف لإطلاق النار».

خطورة انتخابية على بايدن

ويعد وقف القتال أمرا حيويا بالنسبة لبايدن الذي يتعامل مع رد فعل سياسي حاد من التقدميين في حزبه، الذين دعوا إلى وقف دائم لإطلاق النار وزيادة المساعدة المدنية للفلسطينيين في غزة. وعدت نتائج الانتخابات التمهيدية في ولاية ميشيغان التي صوت فيها أكثر من 100 ألف شخص «غير ملتزمين»، جرس إنذار لبايدن، وقد تؤدي إلى خسارته الانتخابات العامة بفارق ضئيل في الولايات المتأرجحة. ويؤكد المسؤولون الأميركيون أنهم ضغطوا على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات، ما دفع حكومة نتنياهو إلى فتح المزيد من المعابر البرية. ويريد فريق بايدن إدخال المزيد من المساعدات، ما دفع الولايات المتحدة إلى إسقاط حزم المساعدات جوا، وقيام الجيش الأميركي ببناء ميناء مؤقت لغزة.



المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top