الكتابة العسكرية.. بداية لغة «برايل» للمكفوفين

الشارقة: عائشة خمبول الظهوري
يحتفل العالم سنوياً في الرابع من يناير/كانون الثاني باليوم العالمي للغة أو طريقة «برايل» إدراكاً لأهمية الاهتمام بحقوق المكفوفين وضعاف البصر.
هذه المناسبة التي أقرت الاحتفال بها الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، تمجّد في جانب منها ما قدمه لويس برايل للمكفوفين، سواء من فقدوا بصرهم منذ الولادة أو لاحقاً كالذي حصل معه شخصياً.
ولد لويس برايل في فرنسا وسط مدينة صغيرة تدعى «كوبفراي» في 4 يناير/كانون الثاني1809، وفقد بصره وهو في الثالثة من عمره عندما فقأ إحدى عينيه بالخطأ بواسطة عصا مثبت بها مثقابان من ورشة عمل والده.
عالج الطبيب المحلي عين برايل وضمدها، ورتب موعداً له مع جراح متمكن في باريس لكن العين كانت متضررة بالكامل، ثم ازدادت إصابتها لتعدي الأخرى أيضاً، وببلوغه الخامسة فقد البصر كلياً.
وتلقى برايل العناية والتشجيع ممن حوله، وهذا كان من غير المألوف في ذلك الوقت، إذ عانى فاقدو البصر سوء المعاملة والخدمات، وتعلم التنقل في أنحاء مدينته باستخدام عصا من صنع والده.
أبهر برايل المعلمين في مدينته بعقليته الفذة وتلقى التشجيع للحصول على تعليم أكثر، إذ درس فيها حتى بلغ 10 أعوام، وحصل على منحة في معهد للمكفوفين اليافعين في باريس.
الأوضاع في المعهد كانت سيئة، إذ لم يحصل الطلاب في العادة على أكثر من الخبز والماء للطعام، وأحياناً كانت تساء معاملتهم كنوع من العقاب. بالرغم من ذلك، كان برايل طالباً متفوقاً في المعهد، خصوصاً في دروس الموسيقى.
كان المعهد يوفر آلة تكتب على الورق من جهة فتبرز من الأخرى ويلمسها الكفيف بإصبعه لقراءتها، هذا النظام كان له الكثير من السلبيات، إذ لم يكن عملياً لنشر الكتب، وكان المعهد يحتوي على 14 كتاباً بذلك النظام قرأها برايل جميعها.
في عام 1821، زار ضابط في الجيش الفرنسي يدعى شارل باربيار المعهد، وأبلغ لويس برايل أنه ابتكر طريقة جديدة مشفرة للكتابة يستطيع بها الجنود التخاطب فيما بينهم في الأمور السرية دون الحاجة للكلام، وتقوم على أن يبرزوا على ورق سميك أشكالاً من النقاط أقصاها 12 نقطة، لكل منها دلالة كلامية.
واجه برايل صعوبة في فهم تلك الكتابة، فخفض العدد الأقصى للنقاط من 12 إلى 6، وبدأ في ذلك العام بالعمل على اختراع طريقة كتابة جديدة، وانتهى في 1824 وهو بعمر 15 سنة.
استخدم برايل في نظامه الجديد 6 نقاط فقط كرموز لحروف، ولاحقاً توسع فيه ليشمل رموز الرياضيات والموسيقى، ونشر أول كتاب بطريقة «برايل» في 1829.
أصبح برايل مدرساً في المعهد ولكن لم يعتمد نظام كتابته الجديد رسمياً فيه، بل أقر رسمياً في فرنسا عام 1854، أي بعد وفاته بعامين.