رصد انبعاثات «الميثان» وحرائق الغابات بالذكاء الاصطناعي



إعداد: محمد عزالدين

تبنت الكثير من الصناعات الذكاء الاصطناعي كأداة، بما في ذلك شركات حلول المناخ، لرصد انبعاثات غاز الميثان، وحرائق الغابات، لأنه يساعد في تحليل كميات هائلة من البيانات وتوفير المعلومات المطلوبة أسرع وبكفاءة.

وقالت ساشا لوتشيوني، مديرة المناخ في شركة هاجينغ فيس: «من المهم توخي الحذر بشأن ما إذا كان ضرورياً دائماً، إذ يستخدم كميات كبيرة من الطاقة ينتج عنها بصمة كربونية عالية، في حين توجد العديد من تطبيقاته تعمل بالطاقة النظيفة».

وأضافت: «يحتاج الباحثون لتحليل كميات هائلة من صور الأقمار الصناعية للتتبع اليومي لانبعاثات غاز الميثان الذي يسخن الكوكب، وهو ثاني أكبر مساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري بعد ثاني أكسيد الكربون، الذي ينتج بشكل رئيسي من عمليات استخراج النفط والغاز الطبيعي، والزراعة، والمواد المتحللة في مدافن النفايات».

وقال أنطوان هالف، المؤسس المشارك وكبير المحللين في شركة كايروس لتحليلات المناخ: «قبل أن نتمكن من استخراج معلومات الأقمار الصناعية باستخدام الذكاء الاصطناعي، لم يكن لدينا أي فكرة عن مصدر الميثان، لكننا أصبح قادرين الآن على اكتشاف الآلاف منها سنوياً».

وأضاف: «ونظراً لأن الميثان قوي جداً، فإننا إذا تمكنا من التخلص من انبعاثاته، فيمكن أن يكون لذلك تأثير سريع جداً في منحنى الاحتباس الحراري، إذ توجهت بعض الشركات إلى استخدامه للكشف المبكر عن حرائق الغابات، التي يعتبر تغير المناخ المسبب الرئيسي في حدوثها، والتي تسهم بدورها في تلوث الكوكب وتسخينه».

وقامت شركة ناشئة مقرها برلين، باستخدام الذكاء الاصطناعي، بتثبيت أجهزة استشعار تعمل مثل الأنف الإلكترونية في الغابات لرصد الحروق الصغيرة قبل انتشارها، وذلك برصد غازات محددة تطلق في الجو عند احتراق المواد العضوية.

وقالت يولاندا جيل، مديرة مبادرات في معهد علوم المعلومات بجامعة جنوب كاليفورنيا: «هناك طريقة أخرى لإيقاف الحرائق الضخمة وهي إضرام «حريق مضاد» قبل موسم الحرائق لإزالة الشجيرات الصغيرة والنباتات التي تزيد من اشتعال الحرائق، وعادة ما يقوم ما يسمى بمديري الحرائق، وهم أشخاص تابعون للمرافق أو دائرة الغابات الفيدرالية أو كيانات أخرى، بنشر فرق في مناطق محددة لإضرام حريق مضاد».

وأضافت: «ولكن تنفيذ هذا العمل بأمان، يتطلب الكثير من المعلومات حتى لا يخرج الحريق عن نطاق السيطرة، مثل معرفة حالة الرياح وكمية الرطوبة في الغطاء النباتي».

واستخدمت يولاندا جيل وفريقها، الذكاء الاصطناعي لإنشاء ما يسمى بالمساعد الذكي مثل سيري من أبل أو أليكسا من أمازون، الذي يمكنه الوصول إلى مجموعات بيانات واسعة ونماذج معقدة، وذلك بطرح أسئلة عن منطقة معينة، وبإمكان المساعد الذكي توفير معلومات حول تضاريس المنطقة، وغطائها النباتي، وأنماط الطقس وأفضل وسيلة لجعل الحريق آمناً ويسهل السيطرة عليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top