روضة الكتبي: «مهب» رؤية فنية لمستقبل مستدام



حوار: مها عادل

تؤمن الفنانة التشكيلية والمصممة روضة الكتبي بدور الفن في خدمة المجتمع وتمهيد الطريق لمستقبل أفضل برؤية إبداعية واعية.

يتميز أسلوب روضة الكتبي التي تشارك بعملها الفني «مهب» ضمن برنامج أبوظبي للفنون هذا العام، بأنها تعتمد على منهج إعادة التدوير الذي برعت فيه، فهي تستلهم أفكار مشاريعها، من خلال البحث في السيرة القديمة للقطعة، وتعيد كتابة سيرة جديدة لنفس القطعة، دون أن تتجاهل قصتها ووظيفتها الأولى، ما يجعل للمنحوتة المصنوعة من مواد معاد تدويرها، معنى جديداً وحكاية وشخصية.

تقول روضة الكتبي: «حرصت في عملي «مهب» الذي قمت به بتكليف من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، أن أعكس الرؤية الفنية لمستقبل مستدام، بحيث يدمج مشروعي بين الماضي والمستقبل، من أجل توعية الناس للحفاظ على البيئة وتقديم رسائل تتزامن مع احتفاء الدولة بعام الاستدامة، وتسليط الضوء على هذا الموضوع المهم والمؤثر في حياتنا من خلال العمل الفني».

وتتابع: «للفن رسالة ودور يجب أن يقوم به لتعزيز المعرفة، ونشر الوعي بما يدور في العالم، خصوصاً أن الحراك الفني في الدولة يعكس انفتاحها على الجديد، والنظرة إلى المستقبل المشرق التي تحرص القيادة على تقديمه لمواطنيها، وبدورنا يجب على الفنانين الحرص على المواكبة بين اكتشاف الآفاق الفنية الجديدة، والمساهمة في تقديم رسائل داعمة للمجتمع من خلال الفن. ومن خلال عملي «مهب» أسعى لتعزيز وعي الناس بأهمية الحفاظ على البيئة وتقديم رسالة توعوية للأجيال القادمة، وأن نساهم كفنانين في تحديث المشهد الفني المحلي وتعزيز الهوية الثقافية للإمارات كمركز للفن والإبداع بالمنطقة».

وعن تعريفها لدور الفنون في تعزيز الوعي البيئي والتفاعل مع التحديات البيئية في المجتمع تقول روضة الكتبي: «للفنون دور كبير في تعزيز الوعي البيئي، ويمكن للفن أن يلقي الضوء على التحديات البيئية، ويحفز التفكير والتحفيز للتصرف المناسب للحفاظ على البيئة. إن مجرد التأمل للأعمال الفنية لاكتشاف أسرارها ومعرفة ما تخبئ من رسائل، هي بحد ذاتها رسالة غير مباشرة تعزز عملية التوعية والتعليم، لكن بطريقة غير مباشرة، وهذا هو جوهر الفن، كما أن التحديات البيئية التي تواجه كوكب الأرض، تجعل من عمل الجميع معاً واجباً أساسياً لنساهم مع في تكوين مستقبل يواكب طموحات الأجيال القادمة في العيش في بيئة مناسبة».

وأشارت روضة الكتبي إلى أن «تضافر جهود الفنانين المحليين يستطيع أن يسهم في تحقيق رؤية الإمارات وإحداث فرق كبير في زيادة الوعي بالقضايا البيئية، إلى جانب المساهمة في تطوير مبادرات فنية تعكس روح الابتكار والاستدامة. كما أن الرسالة التي يوجهها الفن متعددة، ولا يمكن قراءة العمل الفني على مستوى المنظور فقط؛ بل يجب على المتلقي أن يبحث في الرسائل الأخرى التي يود العمل أن يبثها له، وبالنسبة لعمل «مهب»، فهو يحمل الكثير من الرسائل، سواء من خلال الخامات المستخدمة، أو طريقة التنفيذ، أو العرض، وكيفية توظيف المواد معاً، ومجمل الرسائل التي يرسلها العمل تعزز رؤية موحدة، وعلينا العمل معاً من أجل الحفاظ على البيئة، والفن واحد من أدوات الوعي هذه».

وأوضحت روضة الكتبي أن «الوجود في فعالية سنوية مهمة مثل فن أبوظبي هي مسؤولية بالدرجة الأولى، وذلك نظراً لمشاركة العديد من الفنانين حول العالم به، ويتم فيه تسليط الضوء على أبرز الأعمال المهمة التي يتسابق الفنانون لعرضها أمام جمهور متخصص وذواق للفن، لذا الوجود فيه يمثل مسؤولية وفائدة كبيرة، وفي الوقت نفسه يضيف خبرة كبيرة لمخزوني المعرفي والفني، إلى جانب تعزيز التعارف والتواصل مع عدد كبير من الفنانين وأصحاب الرؤى الجديدة في عالم الفن، وأرجو أن أكون قد وفقت في تسليط الضوء على أهمية البيئة، وأن أعزز التغيير الإيجابي في المجتمع».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top