رأس الخيمة: حصة سيف
وجد الإماراتي ياسر الشحي، موظف، شغفه الخاص في إنتاج وبيع المنتجات الغذائية المحلية، بتحفيزٍ خاص من والدته، تعزيزاً للأمن الغذائي الوطني، ودعماً للمُنتج الغذائي الإماراتي، في ظل ما يُواجهه من منافسة من قبل المنتجات المستوردة، مُتحدياً «ثقافة العيب» في العمل، وضارباً نموذجاً في العطاء.
اختار ياسر الشحي (41 عاماً) إنتاج الألبان، من مزرعته في منطقة شعم، أقصى شمال رأس الخيمة، وأكمل 20 عاماً في إنتاجه المحلي، واستخرج مؤخراً رخصة تجارية من دائرة التنمية الاقتصادية في الإمارة، للتوسع بشكل رسمي في إنتاجه ومشروعه الخاص، فيما أنشأ حديقة حيوانات مصغرة إلى جانب مزرعته، ليستمتع الزوار برؤية أنواع مختلفة من الحيوانات في المنطقة، القريبة من الجبال.
وقال ياسر الشحي: «بدأت إنتاج الألبان عام 2003، بتشجيع من والدتي، وتطور المشروع في 2014، حين أحضرت أبقاراً أسترالية من نوع «جيرسي» خصيصاً لإنتاج الألبان، وكانت بدايتي في إنتاج حليب البقر، والروب أو اللبن، و«الإلبه» أو «الزركة» باللهجة المحلية، والتي تستخلص من الحليب في بداية ولادة البقرة، والزبدة، والجبن، و«الجامي»، وتوسعت بإنتاج وبيع حليب النوق عام 2017، وبعدها جبن الماعز، مُركزاً على المنتجات المحلية الطبيعية، من دون إضافات صناعية، وكذلك عملت في إنتاج وبيع البيض المحلي».
وتابع الشحي: «أنشأت حديقة حيوان في بداية موقع المزرعة، تضم أنواعاً من الحيوانات، من الغزلان والنعام والقرود، والخيول والجمال والحمير، والراكوني، يدخلها الزوار مجاناً، ويستمتعون مع أطفالهم برؤية الحيوانات، لتتحول الحديقة إلى مزار سياحي في المنطقة، فيما ركزت على بيع منتجات الألبان على مواقع التواصل الاجتماعي، وأستقبل طلبات من مختلف أنحاء الإمارات، وما شجعني على الاستمرار هو حبي وشغفي بهذا المجال، وهو يُعد هواية مُقربة إلى قلبي».
وأضاف: «بدأت عملي ببقرتين فقط، ليتضاعف العدد الآن، وبالعشرات، وعلى الرغم من أن المصنع والإنتاج يكلفان الكثير، فإنه يكافح باستمرار بعمل وجهد دؤوب، من خلال البحث عن الحلول للعقبات التي تعترض المشروع الذي يمثل حلمي الخاص»، مشيراً إلى حرصه على إجراء الفحوص الدورية ل«الحلال»، ويهتم بمواليد رُؤوس الماشية في مزرعته، لكونها مستقبل هذه الصناعة».