أشرف عبد الغفور.. محطات في حياة «ملك الأدوار الجادة»



«أنا ملك الأدوار الجادة».. هكذا كان الفنان المصري الراحل أشرف عبد الغفور يحب التعريف عن نفسه، قبل أن يغادرنا، الأحد، عن عمر 81 عاماً، في حادث سير مروع، أنهى به مسيرة فنية حافلة بدأت في خمسينيات القرن الماضي.

ولد الفنان الراحل في مدينة المحلة الكبرى في 1942، واسمه الحقيقي عبد الغفور محمد جواد، قبل أن يتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية في ستينات القرن الماضي، ويحترف التمثيل تحت اسمه الفني الذي اشتهر به، أشرف عبد الغفور.

وعشق الراحل المسرح الذي شهد أولى خطواته الفنية، إذ كانت بدايته في العام 1962 من خلال مسرحية «جلفدان هانم»، برع بعدها في عدد من المسرحيات التاريخية، مستغلاً إجادته للغة العربية الفصحى، مثل مسرحيات سليمان الحلبي، ثلاث ليال، موتى بلا قبور، مصرع جيفارا، وطني عكا، النار والزيتون.وكانت آخر أعماله المسرحية دور «جلوستر» في رائعة وليام شكسبير الشهيرة «الملك لير» عام 2008 بطولة يحيى الفخراني.

واشتهر أشرف عبد الغفور بالمشاركة في المسلسلات التاريخية، خاصة الدينية منها، لبراعته في التمثيل باللغة العربية الفصحى، ومن أشهر أعماله مسلسلات «الإمام مالك»، «محمد رسول الله»، «الإمام البخاري»، «ابن تيمية»، «عمر بن عبد العزيز»، «الإمام محمد عبده»، و«القضاء في الإسلام».

كما شارك أشرف عبد الغفور في العديد من الأفلام والمسلسلات الاجتماعية، وكان آخر أعماله مسلسل «رشيد» الذي جمعه بابنته الفنانة ريهام عبد الغفور.

وعلى الرغم من أن الراحل لم يكن «نجم شباك» مثل نجوم عصر السبعينات، لكنه كان يؤكد دائما بأن نجاح أدواره وتنوعها في الأعمال درامية واجتماعية وتاريخية، هو ما يرسخ نجوميته الحقيقية بين الناس الذين يعشقون فنه.
ويعتز الفنان الراحل بدوره في مسلسل«القاهرة والناس» الذي مثل إليه انطلاقة حقيقة بعد أن عهد إليه بدور شرير فيه، ما لفت إليه أنظار النقاد، قبل أن يتجه بعدها إلى أداء دور «الولد الهادئ» في العديد من الأعمال الرومانسية، قبل أن ينقلب على الدور لينطلق في اختبار موهبته في العديد من الأدوار والشخصيات المختلفة.
وخلال مسيرته الفنية التي تخطت النصف قرن، قدم الراحل ما يقرب من 300 عمل فني بين المسرح والإذاعة والتلفزيون والسينما،غالبيتها كانت علامات بارزة في تاريخ الفن المصري.
وتولى أشرف عبد الغفور منصب نقيب المهن التمثيلية العام 2011، خلفا للفنان أشرف زكي، قبل أن يعود الأخير إلى منصبه في الدورة الانتخابية التالية.

ولم يكن الراحل يشجع أولاده على دخول التمثيل،  اذا رفض امتهان ريهام ابنته للفن خوفاً من التأثير على دراستها، لكنه لاحقاً  ووصف ابنته بـ “غول التمثيل” بعد صنعت لنفسها تاريخاً مستقلاً في الفن بدون الإعتماد على اسم والدها. كما كشف الراحل في حديث لوسائل إعلام، أنه رفض دخول أولاده ريم وتامر للفن في مرحلة الطفولة بالرغم من تلقيهما  عروضاً مغرية بسبب خوفه الشديد عليهما.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top