«الطواحين» شاهد على أقدم مصنع سكر بالأردن

عمّان: «الخليج»
يشهد معلم «الطواحين» الأثري في منطقة غور النقع على بعد 200 كم من العاصمة الأردنية عمّان على أقدم مصنع سكر في المملكة تحوّل إلى مزار تاريخي.
وبحسب سجلات دائرة الآثار العامة الأردنية، بدأ سكان المنطقة بإنتاج السكر بنوعيه الأبيض والأسمر وتصديره قبل نحو 700 عام، وتشير لوحات إرشادية في الموقع إلى افتتاح المصنع في القرن الحادي عشر، فيما يدل المبنى الذي مازال يحتفظ بتفاصيله إلى تشييده في عهد المماليك وتجاوزه سبعة قرون كاملة.
وقال د. محمد الزهران، مدير مكتب آثار الأغوار الجنوبية: منطقة وادي الأردن غنية بالمياه دائمة الجريان خصوصاً في «وادي الحسا» وتربتها خصبة، ولذلك كان قصب السكر يُزرع بكميات كبيرة.
وأضاف: المصنع الرئيسي تألف من منطقتين، شمالية وجنوبية، واحتوى على غرف لعمليات الإنتاج وعصر وتصفية قصب السكر، ومازال يحتفظ بمعداته في الموقع، ويستطيع الزائر التوقف عند مراحل قيام العمّال بتقطيع المحاصيل والسير مع اتجاه قنوات المياه ومطالعة تحرك الطواحين التي كانت مخصصة للهرس قبل التجهيز ضمن أحواض كبيرة، ثم نقل السكر على الدواب وبيعه وتصديره كأحد الموارد الاقتصادية المهمة.
وأشار الزهران إلى مبان أثرية كانت تحتوي على مصنعين آخرين ملحقين ومطاحن في مناطق مجاورة، لافتاً إلى استناد البناء على رواسخ حجرية دائرية ووجود أطباق فخارية كانت تستخدم لتجفيف السكر ومرافق للتخزين ووجود نقوش تحمل دلالات على مراحل التصنيع.
وأكد الزهران اهتمام سكان المنطقة بالمحافظة على تفاصيل الموقع بالتعاون مع دائرة الآثار العامة وعدم السماح بالعبث أو الاعتداء بوصفه تحوّل إلى معلم أثري وإرث تاريخي وثّقته مسوحات ميدانية أردنية ودولية.