بعد فرنسا.. «البق» يزحف نحو بريطانيا



إعداد: محمد عزالدين
حذر خبير مكافحة الآفات البريطاني ديفيد كاين، مؤسس شركة لمكافحة الآفات، من أن آفة بق الفراش قد تكون متفشية بالفعل في بريطانيا مثل فرنسا التي شهدت تفشياً وانتشاراً كبيراً لها، ومعاناة الناس الكبيرة في التخلص منها، وصارت رؤيتها على مقاعد القطارات وداخل مطار شارل ديغول الصاخب في باريس في الأسابيع الأخيرة، أمراً مألوفاً لكنه مثير للاشمئزاز.
حصلت حشرات بق الفراش التي هي بحجم بذرة التفاح «بقطر 5 ملم» على اسمها من عادتها في التعشيش داخل مراتب الأسرة، وفي الأرائك والسجاد والأثاث، وتختبئ في الشقوق الصغيرة والضيقة التي بالكاد تكفي لتمرير بطاقة ائتمانية، وهي كائنات تنشط في الليل، وتتغذى على الدم بشكل أساسي، ويمكنها شق طريقها إلى الملابس والأمتعة بين المسافرين المقيمين في الفنادق الموبوءة، أو باستخدام الطائرات والقطارات والحافلات المملوءة بالحشرات؛ وعلى الرغم من أنها لا تحمل أي أمراض يمكن أن تصيب البشر، وأن لدغتها ليست مؤلمة، إلا أنها تترك علامة حمراء مثيرة للحكة في المناطق المكشوفة أثناء النوم، حسبما نشرته صحيفة ديلي ميل.
وقال ديفيد كاين: «تنتشر هذه الحشرات في الحافلات والقطارات والأنابيب ودور السينما وعيادات الأطباء والأماكن العامة والمستشفيات، والفرق بين بريطانيا وفرنسا، هو أن الباريسيين يتحدثون عن المشكلة بينما يحاول البريطانيون التكتم عليها، ما يؤدي إلى خلق بيئة مثالية لانتشار بق الفراش».
ويقدر أن 5% من الأسر في لندن تعرضت لانتشار بق الفراش في العامين الماضيين، ويأتي ذلك في الوقت الذي أظهرت فيه البيانات الصادرة عن شركة مكافحة الآفات «رينتوكيل» في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي أن بريطانيا شهدت من عام 2022 إلى عام 2023، زيادة بنسبة 65% في تفشي بق الفراش.
وقالت ناتالي بونجاي من الجمعية البريطانية لمكافحة الآفات: لم أتفاجأ، حيث إن قلة السفر خلال فترة إغلاق كوفيد-19، تعني أن مشاكل بق الفراش كانت قليلة، لذلك فليس من المستغرب أننا نشهد الآن تزايداً كبيراً في أعدادها.
وقال متحدث باسم «يوروستار» لشبكة «سكاي نيوز»:تنظف أسطح المنسوجات في جميع قطاراتنا جيداً بشكل منتظم، وهذا ينطوي على التنظيف بالماء الساخن الذي أثبت فعاليته في القضاء على الحشرات.
وأضاف كاين:«عرفت أن الناس يذهبون في رحلات يومية إلى باريس ولا يتسنى لهم الوقت للإقامة في فنادق أو غيرها من الأماكن عالية الخطورة، وعلى الرغم من هذا يجلبون معهم هذه الحشرات، على مدى الست سنوات الماضية».
وحذر روب سميث، الأستاذ الفخري المتخصص في علم الحشرات بجامعة هدرسفيلد، من أن الحالات قد تبدأ في بريطانيا، وعلى بريطانيا التأهب لمواجهة أزمة بق الفراش، لأن هناك مخاوف متزايدة من أن التفشي في فرنسا قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في حالات الإصابة في بريطانيا.
وأضاف: سميث:« لتجنب التقاط بق الفراش، أنصح بتجنب تفريغ الملابس قدر الإمكان في الفنادق، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى وصول الحشرات إلى الملابس والأمتعة، وفي النهاية وصولها إلى منازل الناس في بريطانيا».
وقال نائب رئيس بلدية باريس، إنه لا يوجد أحد في مأمن منها وطالب باتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لآفة بق الفراش قبل أولمبياد 2024.
وحذر المعهد الوطني لدراسة ومكافحة البق في فرنسا من أن الوضع في البلاد هذا العام تجاوز كل السنوات الماضية، وأصبح من الصعب القضاء على الحشرات بعد أن اكتسبت مقاومة للمبيدات الحشرية المستخدمة في القضاء عليها».
وقال جان ميشيل بيرنجر، من المستشفى الرئيسي في مرسيليا والخبير البارز في فرنسا: «شهدنا أواخر الصيف الماضي زيادة كبيرة في بق الفراش، ويعزى ذلك إلى أن كثرة تنقل الناس خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب، وجلبها معهم في أمتعتهم، وفي كل عام، تكون الزيادة الموسمية أكبر من التي سبقتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top