التعاون.. سعادة البيوت في رمضان



تحقيق: مها عادل

يتميز شهر رمضان بوجبات توزع يومياً على أفراد الأسرة لإعداد المائدة التي يتشارك فيها الجميع، ورغم أن الأم يقع عليها العبء الأساسي في إعداد الطعام، إلا أن هذا لا يمنع أن تكون هناك أدوار أخرى يتشارك فيها الصغار والكبار، لتصبح من أهم مكتسبات الشهر الكريم، روح التعاون، والمشاركة التي تسود البيوت خلال أيامه المباركة، والتي يكون لها تأثير كبير في تقوية الروابط الاجتماعية في الأسرة الواحدة وفي المجتمع.

تقول حنان محمود، ربة بيت: «رغم المجهود الذي تبذله كل أم في رمضان، إلا أنني أعترف بشعوري بالسعادة الغامرة عندما أجد لمسات من المساعدة التي يقدمها زوجي وأبنائي، فالمائدة تظل عامرة بالتفاصيل، بداية من إعداد المشروبات والخشاف والشوربة والسلاطة والمقبلات التي لا يمكن الاستغناء عنها في وجبة الإفطار، ثم الأطباق الرئيسية إلى جانب الحلويات».

وتتابع: «لأن المائدة هي الوحيدة طوال العام التي يجتمع عليها كل أفراد الأسرة، فيكون هناك أجواء تعاونية جميلة، خصوصاً أن هناك الكثير من الواجبات والمهام التي يجب تنفيذها حتى تكون جاهزة في الوقت المطلوب، ولذلك قسمت الأدوار بين أفراد الأسرة، فأصبح ابني الأكبر مسؤولاً عن إعداد السلاطة، وابنتي مسؤولة عن إعداد المشروبات، وزوجي يهتم بشراء احتياجات البيت أثناء عودته من العمل، ويكون مسؤولاً عن إحضار المكونات الطازجة التي يجب إحضارها يومياً، كما يكون له دور في المطبخ معي في إعداد الشوربة وتحضير طاولة الطعام، فيصبح بيتنا في الساعة الأخيرة قبل الإفطار مثل خلية النحل التي تتعاون وتنتج عسلاً، ونتشارك جميعاً بهذا التعاون الذي يزيد من فضل شهر رمضان وبهجته».

مناسبة اجتماعية

تلتقط دلال محمد، ربة بيت، خيط الحديث، متفقة مع رأي حنان، وتقول: «شهر الصيام مناسبة اجتماعية مهمة لنا جميعاً، فأيامه ولياليه تلم شمل الأسرة مرتين يومياً على مائدتي الإفطار والسحور، كما تجمعنا بالأهل والأصدقاء، وتبدأ روح المشاركة والتعاون حتى قبل بدئه، حيث يسرع الأبناء لشراء الزينة، والتعاون لتعليقها، واختيار الأماكن المناسبة لها داخل المنزل وخارجه».

وتضيف: «نتعاون جميعاً في شراء الياميش والمكسرات التي نفضلها، كما تبحث بناتي عبر المواقع الإلكترونية لشراء أزياء للصلاة، أو النزهات والتجمعات العائلية، وبالطبع أشترك معهن في كل التفاصيل، وأهم ما يسعدني تجمعنا أمام الشاشة لمشاهدة المسلسلات والبرامج التي نتفق جميعاً على مشاهدتها معاً، وهذه كلها سلوكيات نفتقدها طوال العام، ولا نختتم يومنا إلا ونحن نجتمع في صلاة الفجر جماعة».

تغير للأفضل

يقول علاء الدين زكي، موظف: «أجمل ما في أيام رمضان أنها تغير كل المواعيد والطقوس داخل بيتنا للأفضل، ولتشكل استثناءاتها الخاصة، فأنا لا أجيد الطهي، لكن في شهر الصيام أحب أن تكون مائدة الإفطار جاهزة تماماً قبل موعد آذان المغرب بوقت كافٍ، حتى أجلس أمام الطعام في خشوع مع الدعاء والابتهال إلى الله في انتظار مدفع الإفطار، الذي نحرص أن نشاهد طقوس إطلاقه يومياً على الشاشة».

وأضاف: «حتى أضمن أن يكون كل شيء جاهزاً في موعده، لابد أن أمدّ يد العون لزوجتي، فإعداد المائدة يتطلب الكثير من الوقت والجهد، ولهذا أحرص على مشاركتها في تنفيذ الكثير من المهام بالمطبخ، تحت إشرافها، وأحجز لنفسي إعداد طبق السلاطة الخضراء، وشراء مكوناته، لتكون طازجة».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top