بر الإمارات يشهد رحلة البحث عن «العرايين»



العين: راشد النعيمي

تحول بر وصحراء وجبال الإمارات بعد موسم الهطول الأخير الذي عمت فيه الأمطار أنحاء الدولة الى حديقة خضراء تجود بمختلف النباتات والشجيرات الموسمية، وتنوعت التضاريس بتشكيلة رائعة من الأعشاب التي حولتها الى قبلة للباحثين عن جمال الطبيعة ومحبي البيئة في أزهى صورها.

كان الاهتمام منصباً على العثور على (العرايين)، وهو فطر موسمي يرتبط ظهوره بالمطر والرعد، ويشكل وجبة ثمينة لأهل الإمارات يزين موائدهم، ويعتبر هدية ثمينة يجري تبادلها بين الأسر وكبار السن الذين يحملون الكثير من معاني التقدير والوفاء لبيئة الإمارات التي جادت بهذا العطاء في أوقات سابقة شح فيها الغذاء.

ويتميز بر إمارة الشارقة والعين ومناطق أخرى بظهور أنواع مميزة في حجمها يطلق عليها اسم الفقع أو الزبيدي وهي الأكثر طلباً، حيث تكون مختفية في الأرض ويظهر جزء بسيط منها، ما يتطلب وقتاً كبيراً في البحث ودقة في اكتشافها وملاحظتها من بعيد، حيث أصبحت أماكن ظهورها سرية لا يكشف عنها حتى لا تشهد منافسة من الآخرين وتوفر لعارفيها الأسبقية لنيلها قبل الكل.

ويقول كبار السن إن هناك علاقة بين العرايين والبرق، حيث يلقب العريون ببنت البرق لظهوره بعد الأمطار المصاحبة ببرق ورعد، وسبب ذلك أن البرق يعمل على إذابة أكاسيد الأزوت في الهواء الجوي، والذي ينزل بدوره مع ماء المطر فيظهر العريون، وتتراوح فترة نموه من أسبوعين إلى عشرين يوماً في فترة الربيع ومن أسبوع إلى عشرة أيام في الصيف ويتم إعداد العرايين بطبخه مع المرق والأرز، كما يؤكل مشوياً أو كجزء من الأكلات الشعبية كالكبسة أو المجبوس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top