استعراض مسلّح في بيروت يثير مخاوف العودة لزمن الفوضى


لقطات مصورة من طائرة مساعدات أميركية تظهر حجم الخراب في غزة

بينما كانت طائرة (سي – 130) تابعة لسلاح الجو الأميركي تحلق فوق قطاع غزة لإسقاط الغذاء على سكان يواجهون شبح المجاعة، لم تظهر علامات تذكر على وجود حياة وسط أنقاض ما كانت ذات يوم منطقة حضرية صاخبة قبل الحرب بين إسرائيل وحركة (حماس).

هبطت الطائرة إلى مستوى 3000 قدم فوق سطح البحر المتوسط ​​وشمال غزة. وبدأ الطاقم في إسقاط 10 حزم كبيرة من المساعدات المعبأة في الأردن بمظلات من الطائرة، وفقا لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

دخان كثيف يتصاعد من انفجار على الحدود بين إسرائيل وغزة كما يُرى من سديروت (د.ب.أ)

وكشفت اللقطات المصورة لغزة من الطائرة عن الكثير من المباني التي سويت بالأرض بينما انهار البعض الآخر جزئيا أو تحول بالكامل إلى أنقاض متفحمة بسبب الحملة الإسرائيلية التي بدأت عقب هجوم مباغت شنته حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول). وتصاعدت أعمدة الدخان من بين الأنقاض.

رجل فلسطيني يحمل متعلقاته وهو يسير عبر أنقاض مبنى سكني مدمر في خان يونس (رويترز)

وقال الجيش الأميركي إنه أسقط أكثر من 27 ألف وجبة وما يقرب من 26 ألف زجاجة مياه أمس الثلاثاء في شمال غزة حيث تقول منظمات الإغاثة إن الحاجة تشتد هناك أكثر من أي منطقة أخرى في القطاع.

ولا تلبي هذه المساعدات سوى جزء بسيط من الاحتياجات الماسة لنحو 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة، حيث تقول الأمم المتحدة إن 576 ألف شخص على الأقل على شفير المجاعة.

فلسطينية تبكي بعد تدمير شقتها في غارة إسرائيلية في مدينة حمد في خان يونس بجنوب قطاع غزة (رويترز)

ويقل ما تم إسقاطه عن الإمدادات في أول إسقاط جوي نفذته واشنطن في الثالث من مارس (آذار) والتي شملت 38 ألف وجبة، وبذلك يصل إجمالي حجم المساعدات التي أسقطها الجيش الأميركي من الجو، بالتعاون مع دول غربية وعربية هذا الشهر إلى مليون رطل.

وتقول منظمات الإغاثة إن عمليات الإسقاط الجوي أقل فاعلية بكثير من عمليات التسليم بالشاحنات، ومن المستحيل تقريبا ضمان توزيع الإمدادات التي يتم إسقاطها جوا على من هم في أمس الحاجة إليها.

مبانٍ مدمرة في خان يونس (رويترز)

وقال ينس لايركه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أمس الثلاثاء «كما نعلم جميعا، هناك حاجة ماسة إلى الغذاء والمساعدات الطارئة الأخرى التي تصل إلى غزة. ليس هناك شك في ذلك».

وأضاف «من المهم بالنسبة لنا أن نؤكد مرارا وتكرارا – وآسف إذا كنت أكرر بشكل ممل – أن ذلك ليس بديلا عن النقل البري للأغذية وغيرها من مساعدات الطوارئ إلى غزة وخاصة شمال غزة. ولا يمكن أن تعوضه».

وتسعى وكالات الإغاثة والحكومات إلى زيادة تدفق المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات الحيوية إلى غزة عبر البر والبحر لأن عمليات الإسقاط الجوي مكلفة ومحدودة القدرة.

ويضغط البيت الأبيض على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات عن طريق البر. وتنفي إسرائيل فرض قيود على المساعدات الإنسانية وتقول إن سوء إدارة الأمم المتحدة لعمليات التوزيع هو السبب.

وقبل بدء الحرب في أكتوبر، كان قطاع غزة يعتمد على 500 شاحنة تدخل يوميا. ولا يمكن حاليا تسليم المساعدات برا إلا من جنوب غزة عبر معبر رفح مع مصر ومعبر كرم أبو سالم من إسرائيل.

رجل فلسطيني يفحص بركة من الدماء في مستودع تابع للأمم المتحدة في رفح (أ.ف.ب)

وتقول سلطات الصحة في غزة إن أكثر من 31 ألف شخص قتلوا. وخلص تحليل للأمم المتحدة لصور الأقمار الاصطناعية إلى أن 30 في المائة من المباني دمرت كليا أو جزئيا في القطاع الفلسطيني الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة، فضلا عن تجريف العديد من الطرق التي صارت غير صالحة للاستخدام.

وبدأت الحرب بعد أن هاجم مقاتلو حماس إسرائيل في السابع من أكتوبر، وتقول إسرائيل إن الهجوم أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة. وردت إسرائيل بهجوم جوي وبري.



المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top