أول أيام رمضان.. موعد سنوي للمحبة



الشارقة: عائشة خمبول الظهوري
في أيام شهر رمضان المبارك بالإقبال، تعلو أصوات التلاقي والمحبة في البيوت، وتتعدد صور التعبير عنهما من عائلة لأخرى، خاصة عند الإفطار فهناك من يفضل الانضمام إلى مائدة جماعية مع أهل الفريج، وهناك جدات يجمعن أحفادهن تحت سقف بيت واحد، وعلى مائدة مملوءة بالحب والمودة.

تنتشر روائح الأطباق الشهية والحلويات التقليدية في أنحاء الفريج، ما يضفي على الأجواء الكثير من الدفء والترحيب، وفي هذه اللحظة تنعكس قيم التلاحم بين الصيّام، وكونها طابعاً مميزاً لبداية رحلة الصيام في الشهر الفضيل، يقول أحمد الظهوري: «من عادات الإفطار في أول أيام الشهر الفضيل هو تجمع رجال العائلة مع جيران الفريج على مائدة الإفطار الجماعي، وهي من العادات الموروثة من آبائنا وأجدادنا، وهي عبارة عن مائدة ممتدة من أشهى المأكولات مصحوبة بعصائر مثلجة مختلفة النكهات، وحبات تمر التي تعد العنصر الأساسي المجاور للأطباق الرئيسية، كما تعد مائدة متاحة لجميع العابرين، ومنهم من لم يستطع الوصول إلى المنزل وقت الإفطار».

ويقول عاصم النقبي: «أحرص دائماً على إقامة الإفطار الجماعي أمام باب منزل العائلة، برفقة الجيران وإخواني، رغم تغير الظروف وارتباطهم ببيوت منعزلة، إلا أن استمرارية هذه العادة تضيف أجواء الفرحة والتآلف».

ويضيف: «تتنوع الأصناف من كل بيت، إذ يحرصون على تقديم أشهى المأكولات الشعبية والحلويات المزينة، كما نحرص على حضور الأبناء والمشاركة في تحضير الإفطار ومساعدتهم على نقل الطعام من المنازل إلى مكان المائدة الرمضانية، لغرس القيم النبيلة من هذه العادات».

وذكرت سلامة الكندي أن «الإفطار في بيت العائلة من العادات الرمضانية كل عام، ولكن اليوم الأول يشكل فارقاً متميزاً، إذ يجمع كل الأفراد دون استثناء حتى وإن باتت مناطق سكنهم بعيدة بعض الشي، فالحضور على مائدة اليوم الأول من الطقوس المحببة عن سائر الأيام الأخرى».

وتضيف: «يبدأ التخطيط لأطباق الفطور في الليلة السابقة، إذ تنقسم المهام بيني وبين إخوتي، بينها الأصناف المالحة من ثريد وشوربة وحبات «البكورة» المبهرة والأخرى من الحلويات الشعبية مثل كرات اللقيمات والبلاليط وأكواب الجيلي والكراميل، ويعد ذلك التخطيط والتجهيز بمثابة لحظات ممتعة تجمع العائلة على بذل قصارى جهدها لإعداد مائدة غنية بالحب والتراحم».

وتقول عائشة عبد الله: «يمتاز فطور رمضان بليلته الأولى عن باقي الأيام، وذلك من خلال لمّ شمل العائلة من كبارها حتى أحفادها، ولاسيما الوجود في رحابة منزل الجدة، فهو الوجهة الأولى للتجمع الدافئ، كما تتفرد النساء بفرز أصنافهن المتنوعة على مائدة مزينة بفوانيس رمضان وبطاقات الترحيب، ويعد ذلك من عاداتنا السنوية للتجمع وسط ضحكات صغار العائلة ودفء أحاديث أجدادنا».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top