إبداعات شبابية تتألق في «سكة»
- عنود الخوري: فخورة بمشاركتي الأولى
- نوال أحمد: مشروعي بعنوان «ما بين اللغات»
- «خارج الإطار» فكرة مستوحاة من التراث
تحقيق: مها عادل
احتضنت النسخة ال 12من مهرجان «سكة للفنون والتصميم» التي أقيمت بمنطقة الشندغة في دبي تنوعاً ثرياً من التصميمات والأعمال الشبابية، ضمن أجندة غنية بالمعارض والإبداعات الفنية، وبمشاركة أكثر من 500 مبدع وفنان من الإمارات والمنطقة والعالم. ويعكس ذلك حرص المهرجان على تعزيز قوة الصناعات الثقافية والإبداعية في الإمارة، وسعيه إلى تهيئة بيئة مستدامة قادرة على دعم الفنانين وأصحاب المواهب الناشئة، وتمكينهم من المساهمة في إثراء المشهد الفني المحلي، تجسيداً لرؤية دبي الثقافية الرامية إلى ترسيخ مكانة الإمارة مركزاً عالمياً للثقافة، حاضنة للإبداع، وملتقى للمواهب.
وتقول عنود الخوري، طالبة في كليات التقنية العليا تخصص إعلام تطبيقي عن مشاركتها في المهرجان بمشروع «رحلة البهارات»: «فخورة بمشاركتي الأولى في المعرض الذي يقام سنوياً في دبي لتشجيع الفنانين على إبراز إبداعاتهم والتعريف بطاقتهم أمام زواره من أنحاء العالم، ولهذا اخترت أن يجسد مشروعي الفني جانباً من تاريخ الدولة من خلال التعبير عن العلاقة القوية والممتدة التي تربط الإمارات بالهند، وتقوم فكرة التصميم على إبراز جانب من تاريخ وحضارة دولتنا الحبيبة وإبراز مكانتها بصفتها نقطة التقاء لحضارات عديدة، وتميزها بالتبادل التجاري والثقافي بين الشعوب».
وتابعت: «يستعرض التصميم أهم المواد التي نستوردها من الهند، مثل الأقمشة بألوانها وخاماتها والبهارات التي تشتهر بها الأسواق الهندية، وتعد ركناً أساسياً بأسواقنا الشعبية، واستوحيت طريقة عرضها من محال السوق القديم في دبي، حيث انقسم مشروعي إلى قسمين؛ الأول جناح مخصص لعرض الأقمشة الهندية بألوانها على شكل ستائر معلقة وإلى جانب عرض أنواع البهارات مثل الفلفل الأسود واليانسون والزنجبيل وورق الغار وغيرها. وتضمن القسم الثاني عرض أنواع من الطبعات والرسومات المميزة لصناعة النسيج بالهند، كما استخدمت عبارة هندية شهيرة وكتبتها بالحروف العربية لتوضيح تبادل الثقافات وهي «كيساهي تي كي» التي نعرفها جميعاً بالدولة ومعناها «كيف حالك.. بخير» واخترتها لتعبر عن التحية والسلام بين الشعوب».
وتضيف: «استفدت من مشاركتي بسكة كثيراً، حيث تعرفت بفنانين أكثر، وتعلمت التعاون والتواصل بشكل أفضل وهذا مخزون ينفعني في مسيرتي، خصوصاً عند التعامل مع معارض فنية مختلفة، ووجودي في سكة وفي موقع تراثي بالشندغة منحني حافزاً لأفكر بطريقة إبداعية أكثر».
ويقول ل«الخليج» فريق عمل مشروع «خارج الإطار» المكون من 3 طالبات بالتقنية العليا بدبي، ميثاء أحمد المهيري، وغاية حمدان، وشوق الحمادي، عن ملامح عملهن الفني: «فكرة مشروعنا مستوحاة من تراثنا الإماراتي، واستخدمنا مواد معاد تدويرها وفنون عدة تم توظيفها مثل الكولاج والتطريز بخيوط التلي، ويتميز مشروعنا بكونه عملاً فنياً معاصراً يحاكي الثقافة العربية الإماراتية بطابع حديث، ومشروع خارج الإطار هو مزيج فني مبتكر يضم أكثر من تصميم، ويوضح اندماج التراث الإماراتي بالواقع المتمدن الحديث بصورة مبتكرة من خلال دمج فن الكولاج باللوح الفنية المعروضة بشكل مجسم وملموس، كما تعاونا مع مشروع كلجرد بالإمارات تمكنا من تنفيذ وحدة يدوية لفتت أنظار الحضور من كل الجنسيات في المهرجان».
ويتابعن: «المشروع يتكون من 4 قطع فنية، عبارة عن لوحة مجسمة تعكس ثقافة الصيد بالصقور عند الأجداد وعبر العصور، واستخدمنا فيها مزيجاً من ريش الصقر والحباري للتعبير عن الصياد والفريسة معاً، وإلى جانب لوحة لأسرة إماراتية زوج وزوجة أمام مرآة، وفي هذه اللوحة نشعر المشاهد بأنه جزء من اللوحة، وكأن الشخصيات داخلها تتفاعل مع المشاهد، ومن خلالها حاولنا إبراز أهمية زيارة المعارض الفنية في حياتنا كفنانين مستقبليين، وندعو الناس ليكونوا جزءاً من هذه التجربة، وهناك لوحة مصنوعة من سعف النخيل والتلي وشيلة منجدة واكسسوارات تعبر عن الذهب واللوحة تعبر عن أمهاتنا وكيف كانوا يحبون ارتداء الحلي وشيلة التور في الأعياد، إلى جانب مجسم يمثل المجلس الإماراتي، ويشمل تلفوناً قديماً وعطوراً قديمة ومعتقة وأواني فخار وحصيرة وصواني الطعام، ولوحات تعبر عن دبي، مثل قطعة عنوانها «نتقابل في دبي» وهي عبارة عن سجادة كتبنا عليها بالتلي، ودمجنا اللغة العربية والإنجليزية في جملة «دعونا نتقابل في دبي»، حتى نرمز لتبادل الثقافات وتعايش الجنسيات بدولتنا الحبيبة».
وتشاركنا نوال أحمد، طالبة تصميم جرافيك بكلية التقنية العليا في دبي، أفكار مشروعها الفني الذي أثار تساؤلات الجمهور بالمهرجان، خصوصاً من الجنسيات الأجنبية التي وجدت حروف لغتها الحالية أو المندثرة ممثلة في مشروع «ما بين اللغات» التي تقدمه في المهرجان، وتقول: «مشروعي الفني بعنوان «ما بين اللغات» طرأت لي فكرته من سؤال يتردد بذهني كثيراً وهو لماذا لا نتحدث جميعاً لغة واحدة بالعالم، وأجريت بحثاً حول ذلك، واكتشفت أن ما بين لغات العالم توجد مكونات مشتركة كثيرة، وأن فيها 3 أساسيات، وهي وجود حروف وكلمات وجمل، ما حفزني لأن أدمج بين المجتمع الإنساني واللغات لأن كليهما يبدوان مختلفين، لكنهما يوجد فيهما تشابه في المحتوى، فالإنسان يتكون من الجسد والروح والنفس، اخترت أن أبرز ذلك في عمل فني يوضح للعالم مفهوم اللغة، وصممت مشروعاً يعبر عن حروف اللغات العالمية وحجم التشابه والاختلاف، فلكل قطعة لون، ليرمز ذلك للاختلاف الموجود بين البشر، وتعمدت أن تكون الحروف بلون واحد حتى أبين أهمية اللغة وتشابهها في التواصل بين البشر، مع استخدام مرايا ترمز لمفهوم اللغة، لأنها النور الذي نرى به العالم والمرايا التي تعكس مشاعرنا وأفكارنا».
وتضيف: «استخدمت في العمل الفني قماشاً ومرايات، والطباعة على القماش والباركود يؤدي إلى فيديو يعبر صوت الحرف في أكثر من لغة حول العالم مثل الفرنسي والإنجليزي والعربي والهندي، استخدمت نحو 70 لغة تقريباً مثل الياباني والعبري والهندي الماري والعربي والإنجليزي والكوري، يوجد في العالم حالياً نحو 7000 لغة منها 2000 لغة اندثرت، وهذا أحزنني أن هناك لغات اندثرت ولم تعد موجودة».
وتابعت: «البحث استغرق نحو 3 أشهر ثم التنفيذ استغرق حوالي شهرين، كما وجدت نتائج مثيرة مثل وجود حرف الميم مثلاً بنسبة 96% في كل لغات العالم، ولذلك فقد جعلته موجوداً في صدارة العمل وأقل صوت موجود في لغات العالم هو حرف الفاء وتمثيله 44%، واستمتعت كثيراً بتنفيذ هذا التصميم، لأن رحلة البحث تواصلت خلالها مع أساتذة من بريطانيا والمغرب وجامعة الشارقة كلهم في تخصصات اللغة والأصوات، واستفدت كثيراً من مشاركتي في مهرجان سكة الذي منحني الفرصة لعرض أفكاري وتوصيلها لكل ثقافات العالم».