يقلب أعضاء فريق «إكسبو 965» للمعارض التراثية والحرفية، صفحات التراث الكويتي، خلال فعاليات أيام الشارقة التراثية، بعشرة أكشاك متجاورة في ركن من أركان منطقة قلب التراث التي تحتضن الفعاليات، يديرها فنانون وباحثون وحرفيون بارعون متخصصون بشؤون التراث والتاريخ والثقافة الكويتية، جاؤوا للمشاركة بعرض عشرات الحرف، ومئات الأدوات والمقتنيات التراثية، والكثير من المنتجات الفنية التراثية المصنوعة بقالب عصري حداثي.
تراود الزائر مشاعر كثيرة وهو يمر بيديه على الأدوات والمقتنيات القديمة المعروضة، فيستلهم من خلالها سيرة أيام وحوادث وأشخاص مضوا وأصبحوا من التاريخ، لكن آثارهم لا تزال تحكي الكثير من الحكايات، وترسم الكثير من الصور في أذهان الزائرين، قصص تجمع بين الحنين إلى الماضي، وأخرى إلى أهمية حفظ هذا التراث الذي يعطي للانتماء معنى، وللهوية أقوى الجذور.
وقال الباحث التراثي د. علي صالح النجادة، المؤسس والمنسق العام لفريق إكسبو 965: «حرصنا على المشاركة في هذا المهرجان الكبير والمميز، لما عرف عن الشارقة من اعتزاز واهتمام ودعم للتراث والتراثيين، فهذه مبانيها ومهرجاناتها تحكي الكثير، وهي تجربة حية وواقعية لمن أراد أن يعتز بالتراث، ويؤسس لمنظومة ثقافية كبيرة تدعم معارف الأجيال، وتعزز من قيم التراث والأصالة في نفوسهم».
وفي جولة للتعرف إلى المشاركة برفقة النجادة، تعرفنا إلى الفنان بدر بارون عبد الرحيم، الذي استعرض المقتنيات البحرية مثل، أدوات الصيد والملاحة السائدة آنذاك، أما الفنان عبد اللطيف الشحي، فقد قدم مجموعة من أعماله المتخصصة في فن الرسم للسيراميك وصناعة المجسمات التراثية، في حين قدم الفنان حسين أحمد القحطان، جانباً من المنتجات البحرية، والأدوات الخاصة بالألعاب الشعبية، وبعض المصادر المتعلقة بشؤون التاريخ والتراث المحلي، وفي ركن الفنان محمد عبد اللطيف المجادي، شاهدنا مشاركته التي تلخصت بتقديم إنتاج أعمال فنيه حديثة وحصرية برؤية تراثية.
وشارك يوسف يعقوب المسباح، صاحب متحف خاص، بمقتنيات تراثية تربوية تمثلت بعدد من المناهج الدراسية القديمة واللباس المدرسي والأدوات المتعلقة بالدراسة كالأقلام والمماحي والمساطر القديمة، إضافة لبعض الوثائق التي تعود إلى الخمسينيات من القرن الماضي كالشهادات الامتحانية.
واستعرض الفنان صباح أسد، حرفة الحفر على قشور البيض، وتوظيف التصاميم المنجزة لاحتضان رموز ومعالم تراثية وحديثة في قالب جمالي رائع، وإلى جانبه الفنان خالد حسن، المتخصص في الشؤون البحرية، بالكثير من مستلزمات السفن وأدوات الغوص، وكذلك الفنان حسين التركيت، بمجموعة من السفن الخشبية القديمة بأنواعها وأحجامها، وقدم جاسم محمد الخليفة، المتخصص بأعمال الخشب والخراطة شرحاً عن الأشجار المحلية، التي صمم منها العديد من التحف ذات الطابع التراثي مضيفاً لها الكثير منها اللمسات العصرية.