ابتكار وإبداعات فنية مُلهمة في «أيام الشارقة السينمائية»



تعرض مبادرة «أيام الشارقة السينمائية» التي تنظمها مؤسسة فن، منصة الاكتشاف الإعلامي في منطقة الفايا، بحيص، الحديقة الجيولوجية بالشارقة، مجموعة من الأعمال والتركيبات الفنية المبتكرة، وتسعى من خلالها إلى تأسيس مجتمع إبداعي متكامل، وتمكين الفنانين وأصحاب المواهب الناشئة، ودعمهم وتحفيزهم على تنفيذ أفكارهم ومشاركة إبداعاتهم في مختلف أنواع الفنون.

أتاحت المبادرة أمام الجمهور فرصة استكشاف 7 أعمال ومجسمات فنية تحمل بصمات مجموعة من الفنانين المواطنين الذين قدموا من خلالها رؤاهم الفنية ووجهات نظرهم، وعبّـروا فيها عن روح المجتمع المحلي وتطلعاته المستقبلية، كما استلهموا بعضها من روائع السينما.

ونجح العمل الفني «استدامة العقول» للفنانة الإماراتية أحلام البناي، رئيسة قسم الإعلام التطبيقي في كليات التقنية العليا في لفت أنظار زوار الحدث الثقافي؛ حيث تميز بفكرته المستلهمة من أقوال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي تتمحور حول الإنسان باعتباره الركيزة الأساسية للاستدامة والتنمية.

وأشارت أحلام البناي إلى أن طبيعة الفكرة نشأت من خلال انشغالها الدائم مع طلبتها. وقالت: «أدرس حالياً «فلسفة أهمية التواصل وتأثيره على البشر» في إطار استعداداتي للحصول على درجة الدكتوراة في الاتصال، ومن خلال بحثي المستمر في هذا الموضوع تمكنت من إعادة قراءة مجموعة من أقوال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، والتمعّن في معانيها التي تدعم فكرة التواصل البشري والعمل الجماعي، وأهمية الاستثمار بالطاقات والعقول والبشر، وضرورة العمل على استدامتها، وقد شكل ذلك أساساً لبناء فكرة العمل الفني الذي سعيتُ من خلاله إلى التعبير عن دور التواصل في دعم هذه الطاقات وتمكينها لضمان استدامتها وتعزيز قدرتها على مواصلة العطاء».

ونوهت بأن «أيام الشارقة السينمائية» أتاحت لها مساحة جيدة لعرض العمل أمام الجمهور، وأكدت أنها تعمل حالياً على تطوير فكرة العمل تمهيداً لعرضه في أماكن أخرى بهدف إبراز أهمية التواصل بين البشر.

وقدّم المصور الإماراتي حمد الجسمي الذي يدرس تخصص الإعلام في كليات التقنية العليا، عمله الفني البصري «حنين الإمارات» الذي يشكل دعوة إلى تخيل المستقبل من خلال العودة إلى الماضي، حيث يستعيد العمل مجموعة من معالم الدولة المعروفة في صورتها القديمة، ويبرزها في إطار تخيل المستقبل.

وقال الجسمي: «فكرة العمل تحاكي الماضي، وتبين كيف كان الناس في السابق يستندون إلى أجهزة التلفزيون لمتابعة بعض البرامج والمسلسلات، من أجل التعرف إلى ملامح المستقبل وتخيل صورته، وكيف أصبحنا اليوم نتعامل مع الكثير من التقنيات والأجهزة التي كانت قديماً مجرد فكرة، واستغرق إنجاز العمل نحو 6 أشهر».

وأضاف: «هذه هي المرة الأولى التي أعرض فيها هذا العمل؛ حيث أتاحت لي «أيام الشارقة السينمائية» الفرصة لاستكشاف آراء الجمهور حول الفكرة وقياس مدى تفاعله معها، ما يمكنني من تطويره مستقبلاً وتقديمه بشكل آخر».

وتحت عنوان «عرب وود» جاءت مشاركة الطالب في كليات التقنية العليا علي السعدي، الذي استلهم عمله الفني من السينما، ليعكس مدى شغفه بهذه الصناعة. وقال: المبادرة نوعية فتحت أمامي العديد من الأبواب لإظهار موهبتي وما أمتلكه من قدرات فنية، ما تجلى في باكورة أعمالي «عرب وود» الذي تقوم فكرته على إعادة تقديم بوسترات مجموعة من أشهر الأفلام الأجنبية مثل «هاري بوتير» و«لا لا لاند» وغيرهما برؤية عربية خالصة، ومحاولة تخيل أحداثها وملامح أبطالها في حال تم تصويرها في الإمارات والمنطقة العربية، وقد حاولت فيها إبراز بعض العناصر التراثية المحلية والعربية التي يمكن استخدامها في هذه البوسترات، مثل الصقر الذي استخدمته في بوستر فيلم «هاري بوتير»، وكذلك صالة السينما القديمة في خورفكان التي ظهرت على البوستر المستوحى من فيلم (لا لا لاند).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top