فى المضمون
المكالمة المنشورة التى جرت بين الرئيس الأمريكى جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو كاشفة للعلاقة غير المفهومة بين الرجلين. تلك العلاقة التى وصفتها تصريحات نتنياهو المنشورة أيضا ردا على ما قاله بايدن بأن العمليات الإسرائيلية ضد حماس فى غزة تجاوزت السقف.. نتنياهو رد على هذه التصريحات قائلا: مش فاهمك يا بايدن رغم تقديرى لدعمك للعمليات وكان الرئيس الأمريكى قال فى المكالمة إنه يريد خطة موثوقة لحماية المدنيين اثناء الهجوم على رفح. الحقيقة أن الدنيا كلها لم تعد تفهم بايدن وتخاريفه فالرجل كما وصفه أحد أقطاب وزارة العدل الأمريكية بأنه مسن وبلا ذاكرة. «بايدن» حالة فريدة فى تاريخ رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، وأصبح بالفعل فى سن حرجة لا تسمح له بأداء مهامه، تلك الحالة التى أعادت الرئيس الأمريكى الذى سبقه ترامب إلى الحياة مرة أخرى، ومن المرجح خوضه للانتخابات الرئاسية القادمة على وقع انهيار شعبية الحزب الديمقراطى بسبب بايدن الرجل المسن الذي ترك إسرائيل ترتكب اكبر مجازر فى التاريخ وهو لا يفعل شيئا سوى دعم الكيان الصهيونى، وأخيرا يعطى تصريحًا باجتياح رفح الفلسطينية التى يسكنها مليون والنصف نازح ويتحدث عن خطة موثوقة لحماية المدنيين. أى خطة بعد ما شهده العالم من مجازر بحق المدنيين العزل فى غزة «بايدن» يأخذ المنطقة كلها إلى ما لا يحمد عقباه خاصة فى ظل موقف مصر الصلب برفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
اجتياح رفح سيكون وبالًا على الجميع بما فيها إسرائيل.. فرفح تقع ضمن المناطق المنزوعة السلاح بين مصر وإسرائيل طبقا لمعاهدة السلام، والقيام بأى غزو من جانب إسرائيل معناه تجميد المعاهدة وكأنها لم تكن، وتكون مصر فى حل من أى التزام بها فى سيناء. اللعب بالنار أصبح طريق نتنياهو وممارسة سياسة الجنون لن تنقذه مما ينتظره من محاكمة مجرمى الحرب بعد كل الأرواح البريئة التى أزهقت على يده بالتأكيد نثق فى وعى الشعب الفلسطينى وتمسكه بأرضه فى رفح كما فعل فى غزة، ولكن أمام هذا الجنون والمجازر قد يحاول هؤلاء العزل الأبرياء الاحتماء داخل أراضى سيناء، وهو ما لا نتمنى حدوثه ونثق بالتأكيد فى حكمة وحنكة الدولة المصرية وقوة جيشنا فى مواجهة هذه التحديات.
نتمنى أن تتوقف تلك الحملة على رفح قبل أن نصل إلى نقطة المواجهة حتى لا نجد أيلول أسود مرة أخرى كما حدث من قبل فى الضفة الغربية والأردن وبنفس السيناريو الإسرائيلى.
[email protected]