برنامج تدريبي لأعضاء البرلمان الإماراتي للطفل لتعزيز الثقة بالنفس



أبوظبي: «الخليج»

نظم المجلس الأعلى للأمومة والطفولة برنامجاً تدريبياً لأعضاء البرلمان الإماراتي للطفل، لتعزيز الثقة بالنفس لدى الأعضاء وتشجيعهم على المشاركة الفاعلة والمنظمة، وذلك في إطار حرصه على ترسيخ مبادئ حق المشاركة وتنمية الولاء والانتماء للوطن.

شمل البرنامج الذي استمر ثلاثة أيام ملأى بالأنشطة التعليمية والترفيهية، 14 ساعة من التدريبات المكثفة عبر دورات تعليمية وورش عمل، تتنوع الدورات بين تنمية التفكير الإبداعي والقيادة، وتقنيات الخطابة والثقة بالنفس، فنون البروتوكول الرسمي وكيفية التعامل مع كبار الشخصيات، أساسيات الأمن السيبراني، وإتيكيت الموائد الرسمية.

وشهد اليوم الأول استقبال الأعضاء في المدينة الترفيهية عالم وارنر براذرز، وتعريفهم بالبرنامج بشكل مُفصل، وشرح ما يتضمنه من زيارات لمعالم أبوظبي، والدورات التدريبية والورش، بالإضافة إلى جلسات تعزز من أواصر التواصل بين الأعضاء.

وتضمن البرنامج المزيد من الورش التعليمية المكثفة والأنشطة الترفيهية التي تتيح للأعضاء تطبيق ما تعلموه في بيئة عملية، ما يُعد فرصة غنية للنمو الشخصي والمهني لأعضاء وعضوات البرلمان الإماراتي للطفل.

وسلط البرنامج الضوء على أهمية تنمية مهارات التفكير والفهم العميق، واحترام الآراء المختلفة، وتعزيز روح المنافسة الشريفة، ويُظهر الحرص على تلبية الحاجة إلى برامج تدريبية متخصصة تؤهل الأطفال ليكونوا قادة المستقبل الذين يتمتعون بالقدرة على التأثير إيجابياً في مجتمعهم والمشاركة الفعالة في صنع القرار.

اختتم البرنامج التدريبي أعماله بورشة متخصصة حول تطبيق «حمايتي» بالتعاون مع وزارة الداخلية وورشة أخرى في الأمن السيبراني بالتعاون مع مجلس الأمن السيبراني بحكومة دولة الإمارات، تليها دورة مفصلة حول الإتيكيت الاجتماعي والموائد الرسمية، ما يعكس الاهتمام العميق بتجهيز الأعضاء بمهارات وثقافة شاملة تؤهلهم للتنقل بين مختلف المستويات الاجتماعية والمهنية بثقة واقتدار.

وغطى البرنامج التدريبي تفاصيل عدة، حيث اشتمل على الأوقات المخصصة للصلاة وللراحة والأنشطة الترفيهية التي تعزز من مفهوم التوازن بين العمل والحياة الشخصية.

ويُمثل البرنامج التدريبي نموذجاً يحتذى به في كيفية تطوير البرامج النوعية التي تلبي احتياجات الأطفال وتعزز من مهاراتهم القيادية والشخصية، وبيئة لتبادل الأفكار وبناء شبكات الاتصال بين الجيل الواعد، مما يعزز من دورهم كجسور للتغيير الإيجابي والبناء وحملهم للواء التقدم والابتكار في الإمارات، ويكون لدى الأعضاء مخزون ثري من الخبرات والمعرفة التي تمكنهم من المشاركة بشكل أكثر فاعلية في البرلمان الإماراتي للطفل وفي مجتمعهم.

وحول تطبيق «حمايتي»، قدم النقيب حمدان مسلم العامري وفاطمة الراشدي من مركز وزارة الداخلية لحماية الطفل شرحاً مفصلاً، والذي يمثل خطوة استراتيجية نحو تعزيز الأمان والحماية للأطفال داخل الدولة، حيث أوضحا أن التطبيق جزء من مبادرة شاملة لتوفير بيئة آمنة للنشء، مستغلاً التكنولوجيا الحديثة لتحقيق أهدافه، ومن أبرزها، تمكين أفراد المجتمع والأهالي من متابعة ومعرفة أماكن تواجد أبنائهم في الوقت الحقيقي، وإبلاغهم عن تأخر الأطفال عن الوصول إلى وجهاتهم المحددة مسبقاً كالمدرسة أو المنزل، ويتيح التطبيق ميزة إرسال تنبيهات تلقائية للوالدين في حال تأخر الأطفال، ما يعزز من الشعور بالأمان ويسهل على الأهالي اتخاذ الإجراءات المناسبة للتحقق من سلامة أطفالهم، وتساهم هذه الميزات في تقديم طمأنينة غير مسبوقة للأسر بأن أطفالهم في بيئة آمنة، حتى عندما يكونون خارج نطاق الرؤية المباشرة.

وذكر النقيب حمدان العامري أن التطبيق أداة فعالة لتلقي بلاغات الإساءة للأطفال، حيث يمكّن المستخدمين من الإبلاغ بطريقة سهلة ومحافظة على سرية المعلومات، ويتم توجيه البلاغات فوراً إلى الأجهزة الشرطية المختصة للتعامل معها بالسرعة والكفاءة المطلوبة، ما يضمن توفير الحماية اللازمة للضحايا في وقت مبكر، ودمج التكنولوجيا الذكية في العمليات الأمنية، ما يعكس التزام دولة الإمارات بتعزيز جودة الحياة والأمان لمواطنيها، وخصوصاً الأطفال.

وخلال ورشة العمل الخاصة بالأمن السيبراني، تم التركيز على تعليم الأطفال كيفية التنقل بأمان في العالم الرقمي والتعريف بالمخاطر المحتملة على الإنترنت، وتضمنت الورشة مجموعة واسعة من الأنشطة التفاعلية والتعليمية التي ساعدت في تقديم مفاهيم الأمن السيبراني بطريقة ممتعة وجذابة واستخدم فيها ألعاب تعليمية وقصص ومقاطع فيديو، وتمكن المشاركون من فهم أهمية استخدام كلمات مرور قوية، والتعرف على الرسائل المشبوهة، والتعامل مع التنمّر الإلكتروني.

وشجعت ورشة العمل على مشاركة الأعضاء تجاربهم الخاصة ومناقشة السلوكيات الآمنة عند استخدام الإنترنت، مما ساهم في بناء ثقافة الوعي والمسؤولية الرقمية، كما تم توزيع مواد تعليمية تلخص النقاط الرئيسية التي تمت مناقشتها، مما يسمح للأطفال بمراجعتها مع أسرهم وتعزيز ما تعلموه مع ذويهم.

وركزت ورشة عمل الأمن السيبراني على أهمية تطوير مهارات التفكير النقدي لدى الأطفال ليصبحوا مستخدمين واعين ومسؤولين.

  • رواد تشكيل المستقبل

أكدت الريم بنت عبدالله الفلاسي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة على إيمانها الكامل بأهمية تمكين الأطفال، وخصوصاً أعضاء البرلمان الإماراتي للطفل بصفتهم ممثلين لأطفال الإمارات، ليكونوا الرواد في تشكيل مستقبل دولتنا.

وأضافت أن من خلال هذا البرنامج الذي تم الإعداد له كتجربة تعليمية شاملة تهدف إلى تنمية مهارات القيادة، الابتكار، والتفكير لدى الأطفال، نركز من خلاله على تزويد الأعضاء بالأدوات اللازمة ليكونوا متحدثين واثقين، قادة مبتكرين ومفكرين، ونشجعهم على التفكير بعمق في القضايا المحورية التي تؤثر في مجتمعهم وبلدهم دولة الإمارات العربية المتحدة، ومنحهم القدرة على المشاركة الفعالة في الحوارات الوطنية.

وأشارت إلى أن البرلمان الإماراتي للطفل يمثل منصة فريدة لصوت الأطفال، ويُظهر التزامنا بإشراكهم في عملية صنع القرار، ومن خلال هذا البرنامج، نهدف إلى بناء جسور التواصل بين الأجيال، وتمكين الأطفال ليكونوا مواطنين فاعلين ومساهمين في تطوير مجتمعهم، ويصبحوا قادة يواصلون المسيرة نحو التميز والازدهار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top