الشارقة: عائشة خمبول الظهوري
يعد يوم الأحد، أفضل أيام الأسبوع لمتابعة الأعمال المؤجلة من حضور أمسيات أو حل الواجبات الدراسية، بالإضافة إلى العمل على خطة الأسبوع في العديد من الدول، وتحدث هذه الانشغالات المليئة بالصخب والحركة في مختلف بلدان العالم، إلا أن ألمانيا لها رأي آخر في هذا اليوم تحديداً، وهو الوقت الذي تكون فيه ملزماً بالقانون للحفاظ على مستويات الضوضاء منخفضة في ألمانيا، إذ إن الألمان صارمون جداً في الالتزام بقواعد «روهزيت».
مع زيادة عدد سكان ألمانيا، زاد التلوث الضوضائي أيضاً، ما جعل قوانين الضوضاء مطلباً قانونياً بالنسبة لألمانيا إذ إنها دولة متدينة للغاية، لذلك فرضت الحكومة الألمانية قانوناً في جميع مدن ألمانيا فيما يتعلق بساعات الهدوء، ما يسمح للشعب الألماني بحضور الكنيسة أيام الأحد دون أي مسؤوليات عمل، ويمكن للأشخاص إغلاق أعمالهم ولا يحتاجون للذهاب إلى المكتب يوم الأحد، كما يمكنهم الاستمتاع بالوقت مع عائلاتهم وحضور الكنيسة للوفاء بالتزاماتهم الدينية. يتم تطبيق القوانين الألمانية حتى يتمكن الناس من الاستمتاع بالحياة في ساعات محددة.
تكون ساعات الهدوء عادة من الساعة 10 مساءً يومياً، ومن 6 صباحاً إلى 7 صباحاً خلال أيام الأسبوع، ويوم الأحد بأكمله، قد يختلف الوقت باختلاف مدن ألمانيا إذ تتمتع مدينة هامبورغ الألمانية بوقت هادئ بين الساعة الواحدة ظهراً وحتى الساعة الثالثة عصراً، تتراوح ساعات الهدوء في برلين بين الساعة 10 مساءً وحتى 6 صباحاً، ويتم تطبيق قاعدة «Ruhezeit» في جميع أيام العطل الرسمية في ألمانيا عندما يعتبر اليوم بأكمله يوماً هادئاً.
يتساءل الزوار لماذا لا يحدث شيء يوم الأحد في ألمانيا؟، إذ إن معظم مراكز التسوق والمتاجر والمحلات التجارية مغلقة، ولا يفضل الناس العمل يوم الأحد، فهو يعد يوم الراحة بعد أسبوع مزدحم كامل، وهذا ما يسمى«روهزيت»، وهي كلمة ألمانية «Ruhezeit» تعني أن إحداث الضوضاء في يوم الأحد محظور قانونياً في ألمانيا، وإذا صدر ضجيج وقام أحد الجيران أو المحيطين بتقديم شكوى، فسيتم فرض غرامات وعقوبات بسبب انتهاك القواعد الألمانية.
أنواع الضوضاء المحظورة بموجب القانون الألماني، تشمل التجمعات والمناسبات الصاخبة وتنظيم الحفلات، واستخدام المناشير وقواطع التحوط، غسل الملابس في الغسالة، قطع العشب من حديقة المنزل، استخدام قطع كهربائية عالية من المعدات والأجهزة، وأي أعمال البناء.