الشارقة: عائشة خمبول الظهوري
في القرن التاسع عشر، وخصوصاً وسط معظم الأسر البريطانية من الطبقة المتوسطة، هناك كتيب مليء بالوصفات المجمعة والمنظمة عبر الأجيال، ولكن هذه الأدلة كانت أكثر من مجرد كتب الطبخ أوأدلة التدبير المنزلي الموجودة في مكاتب اليوم، إذ إن بين وصفات الإوز المشوي وزلابية التفاح، كانت هناك تعليمات لصنع علاجات طبية بمكونات يومية، في شكل مراهم للكدمات وشراب للسعال.
جمع المعلومات الطبية المختصرة والوصفات الموجزة له تقليد طويل يمتد من الفترة القديمة إلى أواخر القرن التاسع عشر، كما كتبت «إيلين ليونج»، الباحثة في معهد ماكس بلانك لتاريخ العلوم: «يرى مؤرخو الطب أن المنزل الحديث المبكر هو أحد المواقع الرئيسية للتدخل الطبي وتعزيز الصحة، ولم يقتصر الأمر على أصحاب المنازل، وإلى الجمع بين التشخيص الذاتي والعلاج الذاتي مع الرعاية الطبية المتاحة تجارياً، ولكن العديد منهم أيضاً أنتجوا أدوية محلية الصنع خاصة بهم».
على مر السنين، مرت هذه الأدلة متعددة الأغراض، والتي تم نشرها في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة، بتكرارات مختلفة وتضمنت المزيد من فئات الوصفات والإرشادات، إلى جانب أطباق الفطائر، تصف الكتب أيضاً كيفية صنع الحبر وإدارة النحل وعلاج الالتواءات، كما تعطي المجلدات الثمينة، التي تنتقل من جيل إلى آخر، نافذة على الاهتمامات والأمراض الشائعة والأنشطة والاهتمامات في منازل الطبقة المتوسطة الحديثة.
ومن خلال قراءة كتاب «ربة البيت الحكيمة»، تبدو بعض العلاجات الطبية غريبة الأطوار بينما يبدو البعض الآخر خطيراً، كما توجد قائمة بالمكونات الأساسية القياسية التي يجب أن تمتلكها جميع الأسر، ويمكن إضافتها إلى علاجات مختلفة، مثل أوبوديلدوك، وهو غسول أوصابون شائع يُستخدم لتخفيف آلام الروماتيزم والتهاب المفاصل.
من الواضح اليوم أن بعض المكونات المدرجة في الوصفات الطبية لن تكون آمنة للتناول، إلا أن الناس في ذلك الوقت استخدموا العناصر والمعرفة التي تمكنوا من الوصول إليها، كما أن هناك وصفة لعلاج السعال تحتوي على شراب الخشخاش، وتتطلب الحازوقة شراباً لذيذاً من القرفة السائلة على قطعة من السكر، بينما تتطلب حرقة المعدة كوباً من الماء أو شاي البابونج مع الطباشير، وللتخلص من الدوخة، كان الناس يشربون 20 قطرةً من زيت الخروع الممزوج بالماء، ودخان التبغ الذي ينفخ في الأذن هو علاج ممتاز لآلام الأذن.