يواجه رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول ضغوطاً متزايدة بعدما تم تصوير زوجته أثناء قبولها لحقيبة يد من ماركة «ديور»، من قس معروف بدعوته إلى توثيق العلاقات مع كوريا الشمالية.
وأظهرت لقطات من كاميرا خفية كيم كيون هي، وهي توافق على أخذ الحقيبة التي تبلغ قيمتها 3 ملايين وون (2240 دولاراً)، باعتبارها هديةً من القس الكوري الأمريكي تشوي جاي يونج، وفقاً لصحيفة «الغارديان».
ول «تشوي» تاريخ ممتد من التعامل مع كوريا الشمالية، وزارها مرات عدة لأداء الصلاة في كنائس تديرها الدولة في بيونغ يانغ.
ومع اقتراب موعد انتخابات الجمعية الوطنية في البلاد بعد أقل من ثلاثة أشهر، اشتعلت الاتهامات المتبادلة عبر وسائل الإعلام في كوريا الجنوبية، بسبب الهدية المزعومة من القس، التي تلقتها زوجة الرئيس منذ أكثر من عام.
ويقول تشوي إنه كان مدفوعاً بالرغبة في «تبادل النقاشات» بشأن المسائل المتعلقة بالوحدة مع الإدارة الحالية، لذلك اقترب من السيدة الأولى كيم، وبنى تواصلاً ممتداً معها، بلغ ذروته في اجتماع فردي في عام 2022، بعد أشهر فقط من تولي زوجها الرئاسة.
وخلال هذا الاجتماع، يدعي تشوي أنه سمع كيم، وهي تجري محادثة هاتفية تطرقت إلى شؤون حساسة في الدولة. وبسبب انزعاجه من طبيعة المناقشة المزعومة، قرر تسجيل اجتماعهما التالي سراً، باستخدام كاميرا تجسس مخبأة داخل ساعة اليد.
وفي اللقاء الثاني بين تشوي وكيم، زُعم أنه قدم لها حقيبة من ماركة ديور، وتم توفير كل من الحقيبة والكاميرا المخفية من الموقع الإخباري اليساري «صوت سيؤول»، المعروف بمعارضته الشديدة لحكومة يون، وفقاً ل «الغارديان».
وفي حديثه لوسائل إعلام أجنبية، قال تشوي، إن دافعه الوحيد هو حق الجمهور في معرفة الفساد، مدعياً أنه أرسل رسالة إلى كيم مسبقاً، لإبلاغها بأنه سيحضر الحقيبة، وأنه لم تكن هناك محاولات لرفضها أو إعادتها لاحقاً.
اللافت أن التداعيات القانونية المحتملة غامضة، فقوانين مكافحة الكسب غير المشروع في كوريا الجنوبية تحظر على زوجة الموظف العمومي تلقي هدايا تزيد قيمتها عن مليون وون (748 دولارا أمريكيا) في جلسة واحدة، ولكن يجب أن يكون ذلك «مرتبطاً بواجبات الموظف العمومي».
من جانبها، أكدت وكالة مكافحة الفساد أنها تحقق في القضية، ولم يصدر حتى الآن أي بيان رسمي من مكتب الرئاسة.
وتهدد الأزمة بتقويض مساعي حزب «سلطة الشعب» الذي يتزعمه يون سوك يول للفوز بأغلبية في البرلمان الوطني في الانتخابات المقبلة في أبريل /نيسان المقبل
وحثّ بعض أعضاء الحزب، الرئيس وزوجته على الاعتذار عن الحادث، والاعتراف بأنّ تسلُّم الحقيبة كان غير مناسب، على أمل وضع حد للأمر.وكان يون يفكر فيما إذا كان سيتعامل شخصياً مع المخاوف بشأن هذه القضية في مقابلة تلفزيونية، وفقاً لوكالة «يونهاب» للأنباء.
وأُفيد أيضاً بأن الرئيس كان يخطط لتأكيد أن زوجته كيم كانت ضحية حيلة سياسية، وعمل إجرامي للتصوير بالكاميرا الخفية.