أفصح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة عن نيتهما تعزيز “التحالف الدفاعي غير المسبوق” بين الهند وفرنسا، وذلك بمناسبة عيد الدستور الهندي. ويأتي هذا في ظل تعرض الرئيس الفرنسي لانتقادات من منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان التي تندد بوجود نزعة استبدادية في الهند وعمليات قمع أقليات دينية ولا سيما المسلمين.
نشرت في:
5 دقائق
يسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لتعزيز تحالف دفاعي غير مسبوق بين باريس ونيودلهي.
وقال ماكرون أمام الجالية الفرنسية في العاصمة الهندية “نستمر في هذه المغامرة مدنيا وعسكريا لأن (الهند) ديموقراطية تشاركنا عددا من قيمنا”.
هذا، وشارك ماكرون في عرض عسكري كبير للجيش الهندي شمل دبابات وطائرات مطاردة وقاذفات صواريخ، بعد تلبيته لدعوة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بمناسبة عيد الدستور الهندي الذي دخل حيز التنفيذ في 26 كانون الثاني/يناير 1950 بعد سنتين على الاستقلال.
وحضر ماكرون ومودي جنبا إلى جنب العرض العسكري من منصة الشرف في مراسم جمعت بين التقاليد الموروثة عن الإمبراطورية البريطانية ورموز الهند الحديثة.
وقبل بداية العرض سلك إيمانويل ماكرون الجادة الكبيرة المؤدية إلى إينديا غيت وهي عبارة عن قوس النصر الهندي وتقع في وسط نيودلهي، في عربة تجرها ستة جياد وتتقدمها كتيبة خيالة.
وبعد انطلاق العرض العسكري على وقع النشيد الوطني الهندي و21 طلقة مدفع، افتتح 150 عنصرا من الفيلق الأجنبي الفرنسي العرض وتبعهم تحليق لطائرتي رافال فرنسيتين.
كما شاركت في العرض أيضا دبابات روسية من طراز “تي-90” وجنود امتطوا جمالا وعناصر من سلاح المشاة والبحرية وطيارون.
“صنع في الهند”
وحلقت خلال العرض أيضا طائرات مطاردة من طراز سوخوي-30 وأخرى من طراز “تيجاس” من صنع الهند في مؤشر إلى أن الجيش الهندي لا يزال مجهزا بشكل واسع بعتاد روسي (60 بالمئة)، لكنه يحرص على تنويع مصادره وتكثيف تصنيع الأسلحة محليا.
وكرم العرض هذه السنة النساء من خلال مشاركتهن في الوحدات المختلفة وفي العربات المزينة بالزهور التي تغنت بمزايا ولايات البلاد البالغ عددها 28.
وفيما يخص السياسة الداخلية الفرنسية، يستمر ماكرون في متابعة احتجاجات المزارعين الفرنسيين الذين يهددون بشل فرنسا. كما علق الرئيس الفرنسي مساء الخميس على قرار المجلس الدستوري رفض أجزاء واسعة من قانون الهجرة المثير للجدل.
وبعد ستة أشهر على حلول ناريندرا مودي ضيف شرف في باريس خلال العرض العسكري بمناسبة العيد الوطني الفرنسي في 14 تموز/يوليو الماضي، رد الدعوة في ظل تعزيز التعاون الصناعي والعسكري بين الهند وفرنسا.
ويشار إلى أن مودي وجه في بادئ الأمر دعوة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن لم تلق صدى، وفق ما أفادت الصحافة الهندية، على خلفية سنة انتخابية في الولايات المتحدة والتوترات بعد مخطط لاغتيال انفصالي من السيخ في نيويورك.
ومن جانبها، تسعى باريس لإبرام عقود عسكرية جديدة مع الهند التي تبقى روسيا مزودها الرئيسي بالأسلحة لكنها تسعى في الوقت نفسه إلى ضمان استقلاليتها الاستراتيجية وتستمر في تنويع مصادرها.
وفي السياق، قال ماكرون “سنواصل تعزيز تحالفنا بهدف واحد هو أن نكون على الموعد مع مشروع ‘صنع في الهند’ لكن القيام بذلك من خلال تبادل التقنيات بهدوء، لجعل الهند مركز إنتاج لجميع شراكاتنا في المنطقة”.
وقد سبق للهند أن اشترت 36 طائرة رافال فرنسية وتتفاوض لشراء 26 أخرى. وتعتزم كذلك تعزيز صناعاتها الدفاعية من خلال مشاريع مشتركة مع مجموعات فرنسية مثل داسو، ترتكز على تبادل الخبرات.
كما أعلنت وزارة الخارجية الهندية أنه تم الاتفاق على خارطة طريق لصناعة تضم البلدين في الهند، وتشمل مجالات الطيران والمركبات الذاتية القيادة وصولا إلى الدفاع السيبراني.
صلة وصل بين الشمال والجنوب
وأبرمت شركة “إيرباص” ومجموعة “تاتا” الهندية اتفاق شراكة لتصنيع المروحيات المدنية في الهند.
كما وقع البلدان اللذان يتعاونان منذ 60 عاما في مجال الفضاء، إعلان نوايا لإطلاق أقمار اصطناعية.
وخص مودي الخميس الرئيس الفرنسي باستقبال حافل من خلال المرور في شوارع جايبور عاصمة ولاية راجستان بسيارة مكشوفة فيما احتشد عشرات آلاف الهنود وهم يهتفون باسم مودي.
هذا، وتعتبر الهند، العملاق الاقتصادي والقوة النووية التي تضم أكبر عدد من السكان في العالم مع 1,43 مليار نسمة، دولة ذات وزن كبير لا يمكن الالتفاف عليها ومحط اهتمام متزايد.
ومن جانبها، تطمح فرنسا لأن تكون لاعبا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ساعية للاضطلاع بدور قوة توازن وصلة وصل بين الشمال والجنوب.
وجدير بالذكر أن ماكرون تعرض لانتقادات من منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان التي تندد بوجود نزعة استبدادية في الهند وعمليات قمع أقليات دينية ولا سيما المسلمين، حثته على إثارة هذه المسائل مع رئيس الوزراء الهندي مودي.