أزمة «الفن المصري» بطولة وإخراج الدولار



القاهرة: منة عصام

يواجه صناع الفن في مصر خطراً داهماً يهدد بخفض الإنتاجات المصرية من الأفلام السينمائية والمسلسلات الدرامية بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج الكلية للعمل الفني جراء الارتفاع المستمر في سعر الدولار مقابل انخفاض سعر الجنيه المصري، حيث يسجل الدولار مبلغ 31 جنيهاً ونصف الجنيه في السوق الرسمية، بينما يرتفع كثيراً في السوق الموازية أو المعروفة في مصر باسم «السوق السوداء»، حيث يسجل 55 جنيهاً، ومن المتوقع أن يستمر هذا الارتفاع خلال الأشهر المقبلة، وهو ما ينذر بنتائج سلبية على صناعة الفن في مصر بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج الكلية من أجور وديكورات وسفر وغيرها.

قال المنتج المصري جمال العدل إن طوق النجاة الوحيد لأي منتج يرغب في الاستمرار هو التسويق الخارجي بقوة أكثر من أي وقت مضى، «طالما المنتج يبيع لدول الخليج والمنصات الإلكترونية فهذا يضمن له البقاء والاستمرار وتحقيق الأرباح، لأن الاكتفاء بالعرض على القنوات المصرية فقط يضره ضرراً بالغاً بسبب الارتفاع المستمر في تكلفة الإنتاج الكلية وعدم القدرة على حساب التكلفة النهائية حتى انتهاء التصوير، فمثلاً لو قدرت أن العمل الفلاني سيتكلف 10 ملايين حتى انتهائه في الوقت الراهن، فأنا أعلم جيداً أنه بسبب اضطراب الظروف الاقتصادية ستتجاوز تكلفته النهائية المبلغ المذكور بكثير، ولذلك فإن الحل الذي يضمن تغطية التكلفة الكلية وتحقيق الأرباح هو التسويق الخارجي الذي يتم طبعاً بالدولار».

وعما إذا اضطر المنتجون إلى تقليل التكلفة عمداً بعدم تصوير مشاهد بعينها أو تقليل أجور فنانين لتقليل النفقات الكلية لمواجهة الخسارة بسبب الارتفاع المستمر في سعر الدولار، أكد العدل أن أي منتج محترم ويعي طبيعة عمله جيداً لن يقبل هذا الأمر أبداً، لأن العمل الفني وقتها سيخرج دون المستوى، والحل يكمن في التسويق الخارجي أكثر من أي وقت مضى وفتح أسواق جديدة.

ودعا العدل الشركة المتحدة المملوكة للدولة أن تساعد المنتجين على تخطي الظرف الاقتصادي الصعب بتسهيل تصاريح التصوير في أماكن مهمة مثل المطار وغيره، وتقليل النفقات المطلوبة منهم حرصاً على استمرارية الصناعة.

أما المؤلف السينمائي صلاح الجهيني فأكد أن الظرف الاقتصادي الراهن يعود بالضرر طبعاً على المؤلفين، وقد يضطرهم إلى عدم كتابة مشاهد بعينها ضمن الأحداث كالسفر للخارج والاستعاضة عنها بديكورات داخلية جيدة وغيرها، ما يستدعي تقليل النفقات، واتفق مع المنتج جمال العدل في أن العمل الفني الذي لن يستطيع التسويق للخارج سيواجه مشكلة كبيرة وقد يتعرض لخسارة فادحة، قائلاً «أحمد الله أنني من المؤلفين المحظوظين في الوقت الحالي، ولم أضطر إلى كل هذه الأمور السابقة، لأن لي فيلمين سينمائيين ضخمين الأول هو الجزء الثالث من ولاد رزق والذي سيتم تصوير الأكشن كله في العاصمة السعودية الرياض، والثاني هو فرقة الموت بطولة أحمد عز ومنة شلبي ويتم تصويره وإنتاجه على أعلى مستوى»، مضيفاً «العمل الفني الذي لن يستطيع تسويق نفسه في أسواق خارجية كدول الخليج مثلاً أو عبر المنصات لن يحقق أرباحاً تغطي حتى تكلفة إنتاجه».

ويضيف الجهيني: الفن المصري يواجه تحدياً في الوقت الحالي، لأنه لا بد أن ينفتح أكثر ولا يكتفي بقنواته المحدودة داخل السوق المصرية وحدها، وإنما عليه فتح آفاق جديدة تضمن له حصد إيرادات أكبر من الجنيه المصري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top