عبد الله المهيري: المهرجانات طريق السينما الإماراتية إلى العالمية



حوار: مها عادل

يحتضن مهرجان «المرموم فيلم في الصحراء» الكثير من المواهب والإبداعات المحلية والوجوه الشابة الواعدة في مجال صناعة السينما ويقدم لها الدعم اللازم لتحفيزها على الإبداع والاستمرار في العطاء الفني والتطور، ويعتبر المخرج الإماراتي عبد الله المهيري من أبرز هذه الوجوه، حيث حقق فيلمه الروائي الطويل الأول بعنوان «العشاء العائلي الأخير» نجاحاً لافتاً، وحصد إعجاب الحضور حين تم عرضه ضمن فعاليات المهرجان للمرة الأولى قبل طرحه بالمنصات المختلفة.

يستهل المهيري حديثه معنا معرباً عن سعادته بمشاركة فيلمه الروائي الأول ضمن فعاليات «المرموم فيلم في الصحراء» ويقول:

سعيد بتجربتي للمشاركة في المهرجان من خلال فيلمي «العشاء العائلي الأخير»، وهو فيلمي الروائي الطويل الأول وكان عرضه الأول عالمياً خلال هذا المهرجان ولا أخفي شعوري برد فعل الناس وبوجود الفيلم في هذه التظاهرة السينمائية المهمة.

وعن رؤيته لأهمية دور المهرجانات في دعم الشباب ومسيرة صناعة السينما بالدولة يقول: وجود المهرجانات يشكل دوراً مهماً في صناعة السينما بشكل عام وبالحركة السينمائية سواء على مستوى محلي أو عربي أو عالمي لأنها تترك مساحة للجمهور للتعرف على طاقات سينمائية جديدة، ونحن كمخرجين شباب إماراتيين نسعد كثيراً بمشاركة تجاربنا في هذه المهرجانات، لأنها توصل أفلامنا للنقاد والمخرجين السينمائيين المهمين ما يزيد من الفائدة التي نكتسبها من خبرات السينمائيين، وأحب أن أشكر هيئة دبي للثقافة والفنون على دورها الفعال في إقامة مهرجان المرموم السينمائي وأشكر كل العاملين فيه.

ويطلعنا عبد الله عن ملامح فيلمه المشارك بالمهرجان ويقول: «العشاء العائلي الأخير» فيلم يحمل طابع الإثارة والجريمة والتشويق في إطار عائلي اجتماعي حيث تدور أحداث الفيلم عندما يجتمع 5 أخوة على العشاء في ليلة مشؤومة، وسرعان ما تتحول تلك الليلة إلى جحيم بسبب جريمة تقع، من دون معرفة المتهم فيها وتبدأ الأحداث تكشف أسرار تلك العائلة، وتم تصوير أحداث الفيلم في الإمارات، ويعتمد العمل على التصوير بالموقع الواحد حيث إن كل أحداث الفيلم تدور أثناء ليلة واحدة فقط داخل فيلا».

البحث عن التجديد

عن سبب اختيار موضوع فيلمه الأول عن الجريمة والإثارة في إطار عائلي يقول: إنتاج أفلام الإثارة والتشويق والجريمة تعتبر قليلة على المستوى المحلي وأعتقد أنه اختيار جريء أن نقوم بإنتاج فيلم من هذا الطابع، ولكن ما شجعني هو أن الجمهور(خاصة الشباب) أصبح اليوم مهتماً بهذه النوعية من الأفلام،لأنها تشكل متعة مختلفة في العمل السينمائي على صعيد التمثيل والإخراج والصورة السينمائية. كما كان الهدف أيضاً البحث عن التجديد والخروج عن المألوف والمعتاد.

وعن مراحل تحضير الفيلم واختيار الممثلين المشاركين يقول: قبل بداية كتابة السيناريو وأثناء الجلسات النقاشية مع فريق الإنتاج، بدأنا بالتفكير في اختيار أسماء فريق العمل والممثلين وكتبنا النص على ذلك الأساس، ثم تم الاتفاق مع الممثلين وقمنا بتدريبات مكثفة معهم قبل فترة التصوير بفترة، وشارك بالفيلم عدد من الممثلين البارزين في الساحة الفنية الإماراتية ومنهم: طلال محمود، هيفاء العلي، عبدالله الرشدي، حمد الحمادي، طلال البلوشي، وعلي الحيالي. ومن مصر: مريم محمود، مي مسعود كما شارك عدد من الوجوه الصاعدة مثل زين زهير وياسين الدليمي وراشد أحمد وآخرون، كما أنني شاركت بالتمثيل في الفيلم أيضاً.

ويضيف: تم التحضير للفيلم في مدة تجاوزت الشهرين تقريباً وتم التصوير خلال أسبوغين فقط ومن أكثر الصعوبات التي واجهتنا في ذلك الوقت هي ظروف الطقس والحفاظ على «راكور» الممثلين وقد استطعنا بالفعل مع فريق الإنتاج والإخراج أخذ كل الاحتياطات اللازمة وتقديم بيئة عالية الجودة للممثلين ليقدموا أفضل ما لديهم كما أني أشكر الشركة المنتجة «إنجوي استيديو» على جهودها المبذولة في الفيلم.

الخطوة التحولية

يطلعنا المهيري على تجربته في التحول من العمل في مجال المسرح إلى السينما ويقول: الخطوة التحولية ما بين المسرح والسينما كانت ممتعة ومختلفة لأن المسرح والسينما عالمان قد يتشابهان في أشياء ولكنهما يختلفان في أشياء أكثر، ولم أجد أي صعوبة بكل صراحة للدخول لعالم السينما لأنني من مرجعية مسرحية وتتلمذت على يد أساتذة مهمين في المسرح الإماراتي مثل الفنان القدير عبدالله صالح وهذا ما يجعلني أكثر قدرة على مواجهة عالم السينما الكبير.

ويستطرد: شاركت بالفعل في إخراج عدد من المسرحيات التي أعتبرها مهمة في مشواري المتواضع والتي لاقت نجاحاً جماهيرياً كبيراً، ومن أهم تلك المسرحيات تجربتي الأولى في المسرح وهي مسرحية «في فمي ماء» وكما أن تجربة مسرحية «قصة» أيضاً من التجارب المهمة، المسرحيتان حصدتا جائزة لجنة التحكيم في مهرجان دبي لمسرح الشباب ولكن المسرحية الأقرب إلى قلبي هي مسرحية «أبد الدهر» التي عرضت العام الماضي وحققت نجاحاً كبيراً على صعيد جماهيري وإعجاب النقاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top