الأنشطة الشتوية بالإمارات.. دفء وبهجة
تحقيق: مها عادل
تتنوع مظاهر المتعة والنشاط والحيوية في شتاء الإمارات، حيث دفء الشمس، وامتداد الشواطئ المجهزة بالخدمات، والصحراء، وبهجة الطبيعة، ويجد الكثيرون فرصة للاستمتاع وممارسة الهوايات المحببة، فالأجواء والأنشطة الشتوية في الإمارات ربيعية مشمسة تحفز على الخروج وممارسة الرياضات والهوايات في الهواء الطلق، والاستمتاع بالطبيعة، من جبال، وبحار، وجزر، وصحارى.
يقول ضياء الدين أحمد، موظف في دبي: «أعتبر الشتاء في الإمارات موسم النشاط والحيوية، حيث تزداد فيه تجمعات الأصدقاء وخطط الرحلات والأنشطة، لأن الإمارات بيئة خصبة لممارسة العديد من الهوايات والرياضات، فأنا من هواة الغطس، وأرتب رحلة أو اثنتين، شهرياً، للغطس بالفجيرة، وهذه الرحلات تكون بديعة، تدعو للتأمل في خلق الله، ومراقبة الطبيعة البكر في أعماق المحيط، كما نتطوع من خلال الغطس للمساهمة في تنظيف قاع البحر، والميناء، والشواطئ من مخلفات البلاستيك التي تهدد حياة الكائنات البحرية، حيث ننضم لحملات التوعية، وهذا واجبنا نحو بلادنا، أن نحافظ على إمكاناتها، وبيئتها الغنية».
وتابع: «على مستوى الترفيه، أعتقد أن الغطس هواية تحملني بعيداً عن التوتر وضغوط العمل والحياة، حيث أجد عالماً من الهدوء والصفاء الذهني، كما يشبع عندي حب الاستكشاف، والمغامرة، والرياضة البدنية واللياقة، ولذلك فأنا أعتبر أن الغطس رياضة روحية وعقلية، قبل أن يكون جسدية، وتعتبر الإمارات بشواطئها الممتدة الدافئة، وبيئتها البحرية الغنية من أجمل بقاع العالم للاستمتاع بهذه الرياضة المحببة، خصوصاً في فصل الشتاء».
أنشطة ممتعة
يحرص مازن إبراهيم، على ممارسة الأنشطة الشتوية بالدولة، وعن ذلك يقول: «رغم أنني أدرس خارج الإمارات، إلا أنني أحرص على العودة إليها خلال موسم الشتاء، فأستغل إجازة الكريسماس، وعطلة منتصف العام الدراسي لزيارة أهلي، والاستمتاع بالطقس الرائع خلال الشتاء الذي يمنحني فرصة ذهبية لممارسة الأنشطة التي يصعب ممارستها في أي دولة بالعالم، في هذا التوقيت، بسبب تساقط الجليد، أو برودة الأجواء، أو الأمطار الغزيرة، فأنا أحب رحلات «الهايكنج»، وطلعات البر بين الطبيعة الجميلة، وأقوم مع أصدقائي بترتيب العديد من هذه الرحلات أثناء وجودي في الدولة، فنذهب لتسلق جبل جيس، وجبل حتا، ونستمتع بمغامرات ال«زيبلاين»، وتجارب ترفيهية عدة، وهذه الرحلات تختبر قوتنا البدنية وقدرتنا على التحمل وتمتد على مدار اليوم وتمنحنا المتعة لما فيها من إثارة واستكشاف».
وأشار إلى أن هذه الأنشطة الترفيهية قليلة الكلفة، ويمكن ممارستها بسهولة، ويس، وأمان، وبشكل اقتصادي «لأنها لا تحتاج لتجهيزات معقدة ومكلفة، كما يحدث عند محاولة ممارستها في دول أخرى لا تتمتع باعتدال الطقس الدائم كما في الإمارات، ففي كثير من البلاد الأخرى يحتاج الخروج إلى الطبيعة، أو ممارسة الهايكنج لأيام، أن يستعد الإنسان لحالات الطوارئ، كأن يتعرض له حيوان مفترس، أو أن يتقلب الطقس فجأة، خصوصاً في فصل الشتاء، فيجد نفسه مثلاً في قلب إعصار، أو عاصفة، ولكن في الإمارات كل هذه المنغصات غير موجودة».
تعتبر رياضة الصيد البحري من أجمل الأنشطة التي يحرص على ممارستها، وليد متولي، في الشارقة وخورفكان، وعن ذلك يقول: «أنتظر بداية موسم صيد الأسماك بلهفة من العام للعام، حيث تتميز مياه الإمارات بتعدد أنواع الأسماك فيها، ومع بداية شهري أكتوبر ونوفمبر، تبدأ أسراب الخباط والكنعد بالتوافد على سواحل الإمارات، ويصبح الوقت مناسباً لرحلات مراكب الصيد، باستخدام طريقة «الترولنج» أي الجر، التي تجتذب الأحجام الكبيرة من الأسماك التي يصعب صيدها بالسنارة، كما يكثر في الشهور التالية، صيد أسماك الشعري والباراكودا والضلعة والهامور، وغيرها من الأسماك المحلية، التي نستمتع بصيدها في رحلات بحرية باستخدام الطرق اليدوية وخطاف الصيد».
ويتابع: «تتنوع طرق الصيد باختلاف أنواع الأسماك وأحجامها، كما يمكن صيد أسماك الصافي والنيسر والجابض وسلطان إبراهيم التي نقوم بصيدها بالقصبة والسنارة من على الشاطئ، وفي مناطق الصخور، فكل طرق الصيد ممكنة وممتعة في الإمارات، والطقس المثالي الذي يمتد طوال شهور الشتاء يجعل المتعة مستمرة ليلاً ونهاراً، سواء كان ذلك في عرض البحر أو على الشاطئ، كما أن عائلتي يمكن أن ترافقني في مثل هذه الرحلات، حيث لا تزداد المشقة بشكل يعرضهم للخطر، أو للإرهاق الشديد، وهذا ما يميز رحلات الصيد في الإمارات، كما توفر لنا السلطات بخفر السواحل وسائل الأمان والتأمين اللازمة لضمان السلامة والمتعة معاً».
أما كريم عاطف، فيؤكد عشقه لجو الإمارات في الشتاء، وحرصه على الاستمتاع بكل تفاصيله، وممارسة أجمل الهوايات التي يدعو إليها أصدقاءه، من كل أنحاء العالم لزيارتها، خصوصاً في هذه الأيام، وتساهم الفيديوهات التي ينشرها عبر مواقع التواصل على تحفيز أصدقائه على زيارة الدولة، وخوض هذه التجارب الممتعة، ويقول: «كثيراً ما احتار عند زيارة أصدقائي لي بدبي عند في اختيار الأنشطة التي أصحبهم إليها من كثرتها وتنوعها، بين أنشطه في البر والبحر والسماء، ولكن هوايتي المفضلة في موسم الشتاء هي التخييم ورحلات البر، حيث يوجد في الإمارات العديد من الأماكن التي تصلح للتخييم والرحلات الخلوية».
وأشار كريم إلى أن «أفضل ما يميز أماكن التخييم، أنها لا تكون بعيدة عن العمران، فنستطيع في أقل من ساعة أن نعود إلى الحياة المدنية في حال احتجنا إلى خدمات من أي نوع، أو أردنا شراء أشياء نسيناها، أو تنقصنا لاكتمال متعة الرحلة، فيجتمع في مناطق التخييم روعة الإحساس بالعزلة، والابتعاد عن مظاهر التوتر، مع عدم الانقطاع بالكامل عن المدنية والحضارة، وعندما يسعدنا الحظ ونشهد أمطار الخير، لابد أن نقرر ترتيب رحلة تخييم بعدها بأيام قليلة، حيث يمثل هذا التوقيت مناسبة مثالية للخروج إلى الصحراء، حيث تنبت مساحات من الخضرة لتكسو الصحراء وتضفي جمالاً وإبهاراً ليس له مثيل».
وأكد أن «الطقس المعتدل يجعل أشعة الشمس محتملة، وممتعة طوال ساعات النهار، بينما يكون الليل منعشاً فيحلو فيه السمر، وإشعال النار والشواء والاستمتاع بالليالي الخلوية الجميلة، حيث تحلو الصحبة مع الأصدقاء، بينما تتزين السماء الصافية من فوقنا بالنجوم، فبالفعل شتاء الإمارات يمنحنا أوقاتاً ساحرة وذكريات وقصصاً لا تنسى».