تحقيق: مها عادل
تتميز دولة الإمارات بموسم شتاء يعد الأجمل في العالم والتي يقبل فيها السياح بكثافة على زيارة الدولة من مختلف عواصم العالم هروباً من شتاء بلادهم القارس، ليستمتعوا بممارسة الهوايات والاستجمام بالطبيعة والهواء الطلق، حيث درجة الحرارة المثالية والشمس الحانية بفضل نسمات الهواء اللطيفة المشبعة بعطر البحر.
يوفر الشتاء فرصة ذهبية للعائلات من المواطنين والمقيمين، للاستمتاع بالشمس والبحر والحدائق والتخييم بالصحراء والرحلات الخلوية التي تجمع الأصدقاء والعائلات وتروح عن النفس بعيداً عن ضغوط العمل وروتين الحياة وتعمل على تحسين علاقة الفرد بمجتمعه وتزيد من قدرته الإنتاجية.
أكد سمير محمود أنه من محبي الشتاء، وعن أهم طرق الاستمتاع بالطقس الجميل مع أصدقائه يقول: «أنا من عشاق الصحراء، حيث الهدوء والجمال والشعور بطاقة إيجابية وحالة من السلام الداخلي وتحقق عدة فوائد مثل التوحد مع الطبيعة والبعد عن التلوث والزحام والصخب ومظاهر الحياة المدنية المتسارعة والخانقة أحياناً، لذلك أحرص طوال فصل الشتاء على استغلال هذه الفترة بالشكل الأمثل وأرتب العديد من طلعات البر التي تجمعني مع أصدقائي الذين يعشقون الصحراء مثلي، فنقضي أوقاتاً في ممارسة طقس الشواء وتبادل الأحاديث المرحة والفكاهية».
وتابع: «نتخلص بهذه الأجواء من كل ضغوط الأسبوع وكثرة التفكير، وتبدأ الطلعة عادة قبل صلاة المغرب، ونتحرك في سيارتين أو ثلاثة ذوات الدفع الرباعي ومؤخراً اكتشفنا مناطق تخييم مميزة بمنطقة القدرة، حيث يوجد العديد من مناطق التخييم البديعة والتي أصبحنا نقصدها أكثر من غيرها، ونشعل النار ونجتمع حولها في المساء وحتى بزوغ الفجر، ونستمتع بأجواء السمر والصفاء الذهني الذي يغلفه سكون الصحراء، ثم يزيد من متعتنا حضور لحظة شروق الشمس في الصحراء، حيث يتجلى جمال الطبيعة وبديع صنع الخالق، وخاصة إذا صادف أن يصيب الصحراء بعض المطر خلال الأيام السابقة، حيث تنتشر الأكمات الخضراء بين رمال الصحراء، فنتناول إفطارنا على هذا المشهد البديع ثم نعود أدراجنا إلى البيت وقد غسلنا أرواحنا بجمال الصحراء وجددنا علاقاتنا وصداقتنا وحصلنا على قدر وافٍ من الطاقة الإيجابية».
وأضاف أن هذه الأجواء «لم نستطع الحصول عليها خلال زيارتنا لعدة دول أوروبية، فشتاء الإمارات مملوء بأماكن الاسترخاء والمتعة التي توفر علينا فكرة وتكاليف السفر خارجها».
وتلتقط دلال محمد الحديث لتطلعنا على تجربتها مع التجمعات الشتوية وقالت: «في رأيي أكثر ما يميز إقامتي بإمارة دبي، هو سهولة الوصول إلى الشواطئ المنتشرة فيها، فأنا وأسرتي من هواة البحر، وقد تعودنا بطفولتنا أن الذهاب إلى البحر يحتاج إلى سفر يمتد لساعات وتحضيرات وحجوزات مكلفة، بينما نحن وأطفالنا نستطيع الاستمتاع بأجواء البحر والشواطئ العامة النظيفة والمزودة بجميع الخدمات».
وتابعت: «في الشتاء نحرص على ارتياد الشواطئ أسبوعياً بالعطلات، خاصة أنها تمثل منتزهاً متوفراً على مدار 24 ساعة وتوفر لأطفالنا مكاناً آمناً وممتعاً ومجهزاً لممارسة العديد من الأنشطة الرياضية والاجتماعية، مثل السباحة والجري وركوب الدراجات إلى جانب الاستفادة من أجهزة الجيم الرياضية المجانية المتوفرة على مدار الأسبوع بالعديد من الشواطئ، وكثيراً ما نستمتع بممارسة رياضة الكرة الطائرة بالملعب الرملي المخصص لذلك، فتكون رحلتنا الأسبوعية للشاطئ بمثابة الاشتراك بنادي رياضي واجتماعي مجاني نقضي فيه أسعد الأوقات في ظل جو الشتاء المنعش».
وأشارت إلى أن «أجمل ما يميز الرحلة إلى الشواطئ أنها لا تحتاج إلى تجهيز مسبق، ففي أي وقت يمكن أن نتخذ القرار ونتجمع مع الأصدقاء لنقضي وقتاً من المرح وتجديد العلاقات والاسترخاء ونحن نشعر بأمان كامل على أطفالنا، حيث يوجد طوال اليوم «منقذين» مؤهلين لمتابعة وتأمين هواة السباحة من الكبار والصغار ليحظى الجميع بأوقات سعيدة دون أي منغصات، فأهم مميزات النزهة بالشواطئ أنها تمنح المتعة للجميع مهما كانت أعمارهم وتناسب تجمعات العائلات ذات الأجيال المختلفة، فأنا دائماً ما أصطحب والدتي وأبنائي في هذه الرحلات الخلوية سريعة التجهيز والتنفيذ لسهولتها، فنشترك معاً في ألعاب ممتعة مثل الطاولة والشطرنج وغيرها من الألعاب الجماعية التي تجمعنا حتى ساعات متأخرة من الليل ولا نمل أبداً من تكرارها أسبوعياً؛ بل يشتاق إليها الجميع».
وتقول معالي فياض: «تتزين الدولة بأجمل أنواع الزهور وتزدان الحدائق بالخضرة، أعتبر أن الشتاء هو الموسم الأفضل للذهاب إلى الحدائق العامة للاستمتاع بالشمس ومساحات الخضرة والشواء في الهواء الطلق، والذهاب للحدائق والزحام يكون مفعم بالحياة والبهجة التي تنتشر بين الناس وكثيراً ما نتعرف إلى أصدقاء جدد خلال هذه النزهات من العائلات المحيطة بنا ونشاركهم اللعب أحياناً، إلى جانب ممارسة العديد من الأنشطة التي يمكن القيام بها مع أبنائي الصغار، فنلعب بالكرة ونركب الدراجات».
وتابعت: «عندما نشعر بالجوع نبدأ في طقوس الشواء الذي يجيده زوجي ويلتف حوله الأطفال للاحتفال بلحظة إشعال النار وشواء اللحم، بينما يساعد الأبناء في إعداد المائدة الخلوية على الحشائش الخضراء لنتناول وجبة الغذاء بشهية مفتوحة ودون نزاعات مثلما يحدث على مائدة الطعام اليومية في البيت، فأجواء النزهات الشتوية وسط الخضرة بالحدائق العامة التي تتسم بالنظافة والنظام وتخصيص أماكن محددة للشواء للتسهيل على الزوار يجعلها من أمتع الأنشطة التي نقوم بها على مدار العام، خاصة أن التنزه في المولات والأماكن المغلقة مثل المطاعم والملاهي ودور السينما وغيرها، تكون مكلفة بالنسبة لأفراد الأسرة ويصعب تكرارها كثيراً، بينما التجمعات وسط الطبيعة تكون أكثر إمتاعاً وأقل كلفة وتمدنا جميعاً بحالة من النشاط والحيوية وتسهم في تقوية العلاقات بيننا وتصرف الأبناء عن إدمان الأجهزة الإلكترونية، فنحن ننتظر فصل الشتاء بلهفة كل عام».
وأكد جلال إبراهيم أنه قرر وزوجته عدم السفر خارج الإمارات في فصل الشتاء حتى في موسم إجازة المدارس والجامعات: «فهذه هي الفترة الذهبية للاستمتاع والسفر داخل الدولة واكتشاف معالمها وشواطئها وحدائقها المختلفة فكل إمارة لها مذاق مختلف، خاصة إنني قضيت عشر سنوات مقيم في إقليم كالجاري في كندا، حيث يمثل لنا فصل الشتاء ذكريات مختلفة تماماً، حيث يصعب الخروج لفترات طويلة خارج المنزل بسبب برودة الجو القاسية وبقدر ما يبدو مشهد الثلوج ممتعاً أحياناً إلا أنه يعيق فرص الاستمتاع بالطبيعة التي تكتسي باللون البيض وتختفي كل معالم الخضرة وتزورنا الشمس أوقاتاً محدودة، لكن منذ انتقلنا للعيش بالإمارات منذ 3 سنوات نحرص على تعويض هذه الفترة الماضية وتحسين علاقاتنا بالشتاء، خاصة أنني أكاد أجزم أنه أجمل مناخ شتوي شاهدته في العالم ولهذا، بمجرد أن يبدأ أحاول أن أستغل الطقس الرائع، بحيث أقضي أكبر وقت ممكن في الهواء مع أسرتي وأصدقائي وتجربة أماكن جديدة في كل مرة وتتواصل المتعة».