بريطانية تترك المدينة لتعيش في الغابة



إعداد: محمد عزالدين

قررت البريطانية فانيسا فوريرو، 40 عاماً، من برادفورد تغيير نمط حياتها الحضري الذي تعيشه في المدينة، لتخوض التجربة القسرية التي عاشتها والدتها مارينا تشابمان، 73 عاماً، بعد أن اختطفتها عصابة اتجار بالبشر في كولومبيا عندما كانت بسن الرابعة، وتركتها في الغابات المطيرة، وترعرعت على إيدي قرود الكبوشي، ذات الوجه الأبيض، قبل أن يعثر عليها صيادون حملوها إلى لندن.

وقالت فانيسا إنها غادرت بريطانيا إلى سييرا نيفادا دي سانتا مارتا في كولومبيا، لتقيم منزلاً لها في نفس النوع من الغابة التي عاشت فيها والدتها مارينا مثل زوجة طرزان، وأنها أصبحت تشعر بأنها تعيش حيث تنتمي، وأن القرود في كل مكان على الأشجار، وتصرخ بصوت عال.

وأضافت: «كنت أزين غرفتي في المنزل بصور الطبيعة والجبال، وكان ابن عمي يضحك عليّ دائماً ويسألني عما إذا كنت أرغب في الهروب من حياة المدينة إلى الغابة، وهو الشيء الذي فعلته أخيراً، ولكن والدتي لا تحب أن أكون بعيدة عنها».

سبق لمارينا تشابمان، أن سردت قصتها الخاصة في كتاب بعنوان: «فتاة بلا اسم»، أوضحت فيه كيفية تعرضها للاختطاف عام 1954، عندما كانت عصابات الاتجار بالأطفال شائعة في كولومبيا.

وتابعت: «رأيت يداً تغطي فمي، كانت سوداء في منديل أبيض، لأدرك أن هناك شخصين يأخذوني بعيداً، لأسباب غير واضحة، ليتم تركي لاحقاً في الغابات المطيرة، وبعد يومين من الحادثة، رأيت مجموعة من القرود، بدأت في تقليدها حتى أتمكن من البقاء على قيد الحياة، وأصبحت أتتبعها لمعرفة نوع الغذاء الذي تتناوله، والتقط حبات الموز التي تسقط منها، وأشرب من موارد المياه التي تردها».

وفي النهاية، عندما بدأت أمشي على أربع وتوقفت عن الكلام، بدأت القرود في قبولي، وذات يوم هبط أحد الصغار على كتفي، ووضع يده على وجهي، وكانت تلك أجمل لمسة شعرت بها على الإطلاق طوال حياتي، وقضيت بينها ست سنوات قبل أن يعثر عليّ الصيادون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top