أبوظبي تستضيف مسرحية هاملتون الموسيقية



تستضيف أبوظبي للمرة الأولى في الشرق الأوسط عرض مسرحية هاملتون الموسيقية، الحائزة جوائز عدة بين 17 يناير والرابع من فبراير 2024 في الاتحاد أرينا بجزيرة ياس.

لعبت المسرحية دوراً بارزاً في انفتاح قطاع المسرح على مجموعة من الممثلين والمغنين واستقطاب الجمهور من فئة الشباب، ونجحت في تغيير المشهد السائد ضمن قطاع المسرح العالمي منذ عرضها لأول مرة على مسرح برودواي عام 2015. وحظيت بإشادة واسعة لدورها المحوري في تعزيز التنوع والشمولية، من خلال أسلوبها الفريد في السرد القصصي، وتمثيل الشخصيات وتصوير الواقع السياسي.

تم اختيار طاقم التمثيل وفق منهجية مدروسة ومبتكرة. واتخذ لين مانويل ميراندا، مبدع العمل وبطله الأول، قراراً باختيار ممثلين من خلفيات ثقافية وعرقية متعددة، متجاوزاً جميع المعايير التقليدية. وسلط هذا التنوع المتعمّد الضوء على المحدودية التي واجهها تمثيل الشخصيات، حيث تم التعاون مع ممثلين من ذوي البشرة الملونة لتصوير شخصيات تاريخية من ذوي البشرة البيضاء، ما أسهم في تعزيز التنوع في اختيار الممثلين المسرحيين.

ونجح الطاقم في تجسيد المجتمعات المهمشة التي لا يتم تمثيلها بشكلٍ كافٍ في المسرح ووسائل الإعلام الرئيسية. وأسهمت شعبية المسرحية في تمكين الممثلين من مختلف الأعراق والخلفيات الثقافية، حيث وفرت لهم مزيداً من الفرص للعمل ضمن القطاع، كما أثرت النقاشات حول أهمية تمثيل جميع الشخصيات، سواء على المسرح أو خلف الكواليس.

واعتمدت المسرحية على موسيقى الهيب هوب ومجموعة من الأساليب الموسيقية، سواء على مسرح ويست آند أو برودواي، ما أسهم في وصول قصة ألكسندر هاميلتون ودوره في تأسيس الولايات المتحدة إلى جمهور أوسع، بما في ذلك الأجيال الشابة والأفراد الذين لا تستهويهم عادة المسرحيات الموسيقية التقليدية والمتخصصة، ما أسهم في تعزيز الشمولية بين الممثلين والحضور من هواة المسرح.

وأسهم نجاح المسرحية في إعادة تعريف معايير القطاع، وأطلق نقاشات مؤثرة حول مفاهيم التنوع وتمثيل الشخصيات والشمولية، ما شجع باقي الإنتاجات الفنية على اعتماد التنوع في اختيار الممثلين وتحسين منهجيات السرد القصصي، بما يعكس التنوع الديمغرافي في العالم بشكل أفضل.

وتواصل المسرحية لعب دور رائد، من خلال تخطي قواعد التمثيل التقليدية، وتعزيز تمثيل المجموعات التي لا تحظى باهتمام كاف، وإتاحة المسرح أمام جمهور أوسع، فضلاً عن المشاركة في وضع معايير القطاع والنقاشات مع المؤثرين. ويتخطى تأثير المسرحية نطاق خشبة المسرح، لتلهم صنّاع المسرح اعتماد منهجية أكثر شمولاً في السرد القصصي واختيار الممثلين في الفنون الأدائية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top