الشارقة: مها عادل
في مثل هذا الوقت من كل عام، وتزامنا مع احتفالات العام الجديد تحظى غزلان الرنة بالكثير من الاهتمام وتسلط عليها الأضواء، حيث تعتبر قاسماً مشتركً بكل مظاهر الزينة و البهجة في أنحاء العالم، لاقترانها بشخصية سانتا كلوز أو بابا نويل والحكايات الخيالية التي تصورها وهي تجر زلاجة بابا نويل خلال رحلاته المفترضة في أعياد الميلاد مُحملةً بالبطاقات والهدايا، ولذلك تعتبر أشهر حيوان يقترن اسمه و مجسماته المضاءة بجوار شجرة الكريسماس بالعالم، ما يجعل من هذا الحيوان شريكاً البهجة ببداية العام.
تنتمي حيوانات الرنة للشطر الشمالي من العالم، و تشتهر بقدرتها على التكيف الكامل مع حياة ذات ظروف شديدة القسوة والتطرف حيث بيئتها الطبيعية في الشمال المظلم قارس البرودة. وغالباً ما يُقال إن هذه الغزلان تعيش حياة محفوفة بالكثير من المخاطر التي تهدد بقاءها.
و رغم أن الأبحاث العلمية التي تمت في سبعينات القرن العشرين عن هذا الحيوان، كان الاعتقاد السائد مفاده أن القطب الشمالي هو بقعة قاسية، وأن النباتات والحيوانات التي تعيش هناك تواجه ظروفاً مروعة، إلا أن حديثاً تبلور عنه مفهوم جديد عبر أبحاث جرت على مدار السنوات ال 35 الماضية، تفيد بأن الغالبية الساحقة من جميع الكائنات المنتمية للأنواع الحية الموجودة في القطب الشمالي تقضي الشتاء، وهي تنعم بالدفء والتغذية الجيدة.
ويشكل غزال الرنة (واسمه العلمي رانغفير تيراندْس) مثالاً دقيقاً في هذا الصدد، حيث أثبتت الدراسات أن هذه الحيوانات «تتكيف على نحو بديع» للعيش في ظروف القطب الشمالي، حيث إن فراء الرنة عازل للحرارة على نحو لا يصدق.
والمفارقة أن غزلان الرنة قد تشعر أحيانا بالبرودة في فصل الصيف وليس الشتاء، ففي هذا الفصل القصيرفي بيئتها، الذي قد تصل فيه درجة الحرارة إلى درجة واحدة مئوية فحسب، تنفض تلك الحيوانات عن نفسها فراءها الشتوي السميك حتى تتدثر بفراء آخر صيفي أقل سمكاً.