دراسة: قدماء المصريين استعانوا بالأصواف على برودة الشتاء
القاهرة: «الخليج»
رجحت دارسة حديثة، أن تكون ندرة الأمطار في مصر القديمة، أحد الأسباب التي تقف وراء قلة الرسوم والنقوش الموجودة على جدران المعابد، والتى تصور المصري القديم دائماً في ملابس صيفية، مشيرة إلى أن العديد من الدراسات الغربية تقول بأن مؤشر هطول الأمطار في مصر القديمة، كان يتراوح ما بين 2 إلى 5 ملليمترات في العام.
وقالت نورهان محمد هجان، الباحثة بقسم علم المصريات، بكلية الآثار جامعة القاهرة، في دراسة حديثة حملت عنوان «ملابس الشتاء عند المصريين القدماء»، إن الحديث المتواتر حول انخفاض هطول الأمطار في مصر القديمة، ربما يكون قد أدى إلى حقيقة، أن أجيالاً بأكملها، جاءت وماتت دون رؤية المطر، لكن ذلك لا يمنع أن المصري القديم، عرف ملابس الشتاء، وابتكر لها العديد من الأشكال، التي يمكن ملاحظتها عند التدقيق في العديد من الرسوم والنقوش الموجودة على جدران المعابد.
وإذا كانت الصورة المرئية لفصل الشتاء، ترتبط حسبما ترى الدراسة، بين الغالبية العظمى من الناس، بالمعاطف الثقيلة التي تغطي جميع أجزاء الجسم، فإن المصري القديم لم يتعامل مع الشتاء بتلك الطريقة، وانما اعتمد على مواجهة البرد، بارتداء طبقات عديدة من الكتان، إلى جانب طبقة من الصوف للدفء، واستخدام أنواع مختلفة من الشيلان والعباءات، على ندرة المشاهد التي تصور هذه الملابس على جدران المعابد، وترجح نورهان هجان أن يكون تصوير المصري القديم في ملابس الكتان الخفيفة، بسبب الرغبة في أن تكون صورته عصرية دائما، ورائعة وجميلة، مشيرة إلى أن المصريين القدماء حرصوا دائماً على ارتداء الملابس الراقية والفاخرة والعصرية.
وتشير العديد من الدراسات إلى أن المصريين القدماء، قاموا بتقسيم الشتاء إلى أربعين يوماً، أطلقوا عليها «أربعينية الشتاء»، وهى الفترة التي تبدأ من نهاية ديسمبر كل عام، وتستمر حتي مطلع فبراير من العام التالي، حيث قسم المصريون الأيام الأربعين إلى أربعة اقسام، يمثل كل قسم فيها عشر ليال، الأولى يطلق عليها الليالي الكوالح، وتبدأ من25 ديسمبر وتستمر حتي 3 يناير، والعشر الثانية وتتعلق بالليالي الطوالح، وتبدأ من 4 يناير وتستمر حتي 13 من الشهر، فيما تقسم الليالي العشرون المتبقية والتى يطلق عليها الليالي السوداء، إلى عشر ليال موالح، وتبدأ من 14 يناير وتستمر حتي 23 من الشهر، تليها العشر الصوالح وتستمر حتي 2 فبراير.
وتقول نورهان إن المصريين القدماء تغلبوا على برودة الجو في تلك الليالي، بارتداء أكثر من مئزر، أسفل طبقات من الكتان، المغطاة بطبقة عليا من الصوف، كما انهم كانوا يرتدون الشالات والعباءات الطويلة، كمصدر للدفء.