- ندى تريم: حوار يشكل جزءاً من التأثير الإيجابي
- مريم الرند: أداة فعّالة لتناول القضايا البيئية
- مي بربر: محظوظون للحصول على هذه الأعمال
الشارقة: مها عادل
افتتحت مجموعة بيئة، الرائدة في قطاع الاستدامة بمنطقة الشرق الأوسط، في مقرها الرئيسي بالشارقة، معرضاً فنياً بعنوان «الانسجام مع الطبيعة: رحلة ممارسة ممتدة مدى الحياة»، يقدم أعمالاً فنية لأربعة فنانين عالميين من إيطاليا، وبريطانيا، وغانا، تروي علاقة الإنسان بالبيئة، وتسلط الضوء على أهمية تعزيز الروابط بين البشر والطبيعة بهدف التغلب على تحديات المناخ العالمية التي تواجه كوكب الأرض.
يأتي تنظيم المعرض قبيل استضافة الدولة لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «كوب28» ويستمر حتى نهاية ديسمبر، قبل إسدال الستار على فعالياته مع نهاية 2023 «عام الاستدامة» في الإمارات.
ويتضمن المعرض أعمالاً فنية لكل من ماريو ميرز من إيطاليا، حيث يسلط الضوء على الطبيعة، وما ترمز له من معانٍ ودلالات، تمثّل اللانهاية والتجدد والتكرار والانتظام عبر هياكل الأكواخ الجليدية، وإل أناتسوري من غانا الذي يقدم أعماله الفنية بأسلوب فريد يجمع النحت والرسم والتركيب الفني، ويستخدم المواد القديمة في رسالة تدعو لتشجيع إعادة التدوير.
تجربة بصرية
تشمل الأعمال المعروضة تجربة بصرية متميزة لأعمال الفنان دان هولدزوورث من المملكة المتحدة، الذي يمزج بين التصوير الفوتوغرافي والمؤثرات الرقمية لتقديم جماليات المشاهد الطبيعية الساحرة، إضافة إلى أعمال الفنان البريطاني من أصول باكستانية، شيزاد داوود، الذي يقدّم أعمالاً تجمع فنوناً تصحب المشاهد إلى استكشاف عالم المحيط.
يُذكر أن مجموعة بيئة تنظم المعرض بالتعاون مع سيباستيان مونتابونيل، مؤسس وكالة «مونتابونيل وشركاؤه»، للاستشارات الفنية، ومي باربر، المديرة الإبداعية في شركة «إيه آند بي» للاستشارات.
فرصة فريدة
قالت ندى تريم، الرئيسة التنفيذية للشؤون العقارية في المجموعة: «تستعد «بيئة» لحوار عالمي يشكل جزءاً من التأثير الإيجابي لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «كوب28»، ويمثّل المعرض فرصة فريدة للتفاعل مع الجمهور من خلال الفن الذي يعد لغة عالمية مشتركة بين الناس، حيث يهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي بقضايا البيئة، وتقريب الأفراد من جوهر الطبيعة الإنسانية واصطحابهم في رحلة لإعادة اكتشافها. وتتطلّع «بيئة» لاستضافة عدد أكبر من المعارض والفعاليات الفنية في مقرها الرئيسي، لتعزيز مكانتها كمركز للتفاعل المجتمعي والتعلّم والعمل المشترك».
وأضافت: «تجسد الأعمال المعروضة رؤى أجيال من الفنانين، ووجهات نظر ووسائط تشمل النحت والتصوير والواقع الافتراضي، في تجربة تفاعلية تعزز تواصل الأفراد مع الطبيعة، وتحفزهم للتعرف إلى وجهات نظر جديدة، وتلهمهم للعمل على إحداث التغيير الإيجابي المنشود».
وشهد افتتاح المعرض مشاركة نخبة من خبراء عالم الفن والبيئة الذي ساهموا في تمهيد الطريق نحو مستقبل مستدام تتناغم فيه البشرية مع الطبيعة.
جلسات حوارية
أقيمت على هامش الفعالية مجموعة من الجلسات الحوارية، وضمت قائمة المتحدثين كلوديا باسكو، مدير أول في «جاليري كونراد فيشر – برلين»، ممثلة عن الفنان ماريو ميرز، وكواميه مينتاه، الشريك المؤسس ل«جاليري إيفي» ممثلاً للفنان إل أناتسوري، إلى جانب الفنان شيرزاد داوود، ومنال رستم، أول مصرية تتسلق جبل إيفرست، ودومينيك شري، أستاذ الوسائط الرقمية في «جامعة باسو»، وهو متخصص بالحقبة الأنثروبوسينية التي شهدت بداية النشاط البشري الذي أثّر على جيولوجيا كوكب الأرض وأنظمته الطبيعية.
التناغم والتبادل
في جلسة نقاشية أدارتها ماي باربر، ناقش كل من كلوديا باسكو، وكواميه مينتاه، وسيباستيان مونتابونيل، شغف الفنانين بالطبيعة، وتطور العلاقة بين الإنسان والطبيعة منذ الثورة الصناعية والرقمية، والتحديات التي تواجه العالم كالتغيّر المناخي، وندرة الموارد، مسلطين الضوء على حركة ال«آرت بوفيرا»، أو «الفن الفقير» المصنوع من المواد التي تُعتبر «رخيصة»، ويُعدّ الفنان ماريو ميرز شخصية رئيسية في هذه الحركة، كما ناقش المتحدثون الممارسات المستدامة لاستخدام المواد القديمة بدلاً من رميها لإنتاج أعمال فنية، مثل أعمال الفنان إل أناتسوري، التي تجسد التنوع البيئي في عصرنا الحالي، حيث يضم المعرض أعمال «زيوس لانزيه»، و«ألبيرو جرانديع سوليتاريو» للفنان ماريو ميرز، و«بروفايل أوف أ كانتري»، و«دي إن إيه» للفنان إل أناتسوري.
حلم مستمر
في الجلسة الأخيرة التي أدارها مراد بن عايد، خلال افتتاح المعرض، قدم مدير الاستراتيجية في شركة «إيه آند بي» للاستشارات وجهات نظر جديدة حول تلاقي الفن بالتجربة، فيما شاركت منال رستم قصتها كمتسلقة جبال وتجربتها في الوصول إلى قمة جبل إيفرست في ظل التحديات والعوامل البيئية الصعبة، كما سلطت دومينيك شري الضوء على الروح الفنية التي تدفع الفنانين لتوثيق جماليات الجبال، حيث يشمل المعرض أعمال الفنان دان هولدزوورث الذي يحمل عنوان «أكسيليريتنغ ستركتشرز» والذي يكشف التراكيب الطبيعية لثلاثة أنهار جليدية في جبال الألب من خلال تقنية التصوير من دون كاميرا.
كما تضمن المعرض أيضاً عملاً للفنان «شهزاد داوود» تحت عنوان «ذا تيريوم»، وهو عرض واقعي افتراضي يصور كيف يمكن أن يبدو بحر البلطيق في غضون 300 عام. ومن خلال الاستفادة من الأبحاث العلمية والمناقشات ووسائل الإعلام المختلفة، يخلق العمل بوابة سريالية تنقل المشاهد إلى المستقبل.
ويترجم المعرض جهود مجموعة بيئة لترسيخ مكانة مقرها كمنصة للتفاعل مع الأفراد في جميع القطاعات والصناعات، وإلهام الجمهور للعمل على حماية البيئة ومكافحة التغيّر المناخي والحد من تداعياته. كما يمكن للجمهور زيارة المعرض الفني عبر التسجيل من خلال موقع مقر مجموعة بيئة الرئيسي www.beeahhq.com، من الاثنين إلى الخميس، ما بين الساعة ال 9 صباحاً، حتى ال 3 مساء.
التحديات البيئية
على هامش جولة «الخليج» بين أروقة المعرض، قالت مريم الرند، مديرة التسويق، لمقر مجموعة بيئة الرئيسي: «يتماشى افتتاح المعرض مع رسالتنا في التوعية بمخاطر التحديات البيئية باستخدام الفنون، حيث تؤمن مجموعة بيئة بأن الفن أداة فعّالة للتواصل وتناول القضايا البيئية، حيث تؤكد الأعمال المعروضة الحاجة الملحّة لتبني ممارسات الاستدامة وإلهام الأفراد لحماية البيئة».
وتابعت: «يمتلك الفن قدرة فريدة على التواصل مع الأفراد، والتفاعل مع قضايا التغيّر المناخي والاستدامة، وتعزيز الوعي تجاهها. وأود التنويه إلى أن الثقافات واللغات تتنوعان في عالمنا، وهنا يقدم الفن لغة عالمية مشتركة تقلص الفوارق وتسد الثغرات بين الثقافات واللغات، وتشجع الحوار العالمي حول القضايا البيئية، وتؤكد أن التحديات المناخية عالمية بطبيعتها، ولا تخص دولة، أو ثقافة، أو لغة معينة، ولهذا يجب نشر الوعي عنها وتضافر الجهود على مستوى العالم لمواجهتها».
تحديات
قالت مي بربر، القيم الفني للمعرض عن خصوصيته، وتوقيته: «يمثل دعوة إلى العالم لإعادة تقييم علاقاتنا وموازين حساباتنا مع الطبيعة، فنحن نواجه حالياً الكثير من التحديات المتعلقة بتغيّر المناخ على صعيد التحديات البيئية والطبيعية التي يمر بها العالم».
وأضافت: «نؤكد أن الحل يكمن دائماً في الطبيعة ذاتها، ورسالة المعرض تقوم على إلقاء الضوء على ضرورة إصلاح علاقة الإنسان مع الطبيعة، وتوصيلها عبر مجموعات فنية يضمها المعرض، من تنفيذ 4 من الفنانين من مختلف الثقافات، وكل منهم يمثل مدرسة، ونحن محظوظون للحصول على هذه الأعمال، حيث تم التنسيق مع متاحف فنية لنستطيع الحصول عليها بهذا التوقيت، وهذه الأعمال تعكس رؤية الفنانين لمستقبل الاستدامة من خلال وجهة نظرهم، مثل العمل الفني التفاعلي الذي يجسد مستقبل المحيطات بعد 300 عام، وغيرها من التجارب الفنية التي ترصد نظرة الفنانين المتطلعة لمستقبل يحمل في طياته الأمان والديمومة لعناصر البيئة والطبيعة المختلفة من حولنا، وبالطبع يلعب توقيت افتتاح المعرض دوراً مهماً في توصيل رسالته».