هل اختار تمبكتي النادي الأنسب لمستقبله؟


شغلت صفقة انتقال المدافع الدولي السعودي حسان تمبكتي من الشباب إلى الهلال، الشارع الرياضي المحلي بمختلف ألوانه وانتماءاته، فما بين مؤيد لخطوته ومعارض لها، تناثرت التفسيرات وتزايدت الانقسامات في الآراء بين الشبابيين أنفسهم، وكذلك مشجعين من الأندية الأخرى، فهل اتخذ اللاعب القرار الصائب أم أنه وضع مستقبله على المحك بخروجه المبكر من عرين الليوث؟! «الشرق الأوسط» بدورها وضعت ملف الصفقة على طاولة خبراء ومدربين وطنيين للإدلاء بآرائهم الفنية حولها، ومدى جدواها للمدافع الشاب سواء على صعيد مسيرته المحلية أو على صعيد المنتخب السعودي الأول، الذي يشكل حسان أحد أعمدته في الخطوط الخلفية.

في البداية قال بندر الأحمدي، المدرب السعودي وعضو اتحاد كرة القدم سابقاً، إن انتقال تمبكتي للهلال يمثل مكسباً للأطراف كافة، على اعتبار أنه لاعب دولي، وفي فريق الهلال غالبية اللاعبين الدوليين، وخصوصاً في خط الدفاع؛ لذا سيكون الانتقال مفيداً للاعب من حيث الانسجام السريع مع المجموعة، عدا كون فريقه الجديد يشارك في مناسبات كبرى دائماً، وهذا يطور مستواه ويرفع أداءه، ويجعله قادراً على تقديم الأفضل في مسيرته الكروية.

صفقة النجم الشاب خطفت الأضواء في الشارع الرياضي (رسمة: سهام العمري)

وزاد بالقول: «حسان لاعب صغير في السن، ويملك عقلية احترافية عالية، وقادر على التطور، كما أنه على المستوى الأخلاقي لاعب مميز جداً، وهذا ما لمسته عن قرب، كما أنه منضبط حتى في حياته الخاصة والمجموعة التي يلتقي بها ويجتمع بها من المقربين والأصدقاء، وهذا جانب إيجابي جداً في لاعب كرة القدم من أجل أن يتطور ويظهر بالأداء الفني الذي يرضيه ويرضي كل مَن منحه الثقة ليكون ضمن قائمة الفريق سواء في نادي الهلال أو المنتخب السعودي».

وأشار الأحمدي إلى أنه يعرف اللاعب عن قرب، وأشرف عليه أثناء الوجود في المنتخب الأولمبي السعودي، ويعرف كثيراً عن هذا اللاعب الذي لديه كثير من الإيجابيات؛ مما جعل عديداً من الأندية الكبيرة تتهافت لشراء عقده من نادي الشباب.

وحول القيمة المالية للعقد، التي تعدّ الأعلى في تاريخ اللاعبين السعوديين، قال الأحمدي: «هناك من يرى أن هناك مبالغات في الأسعار التي تصدرت وسائل الإعلام بشأن الصفقة، وهذا رزق وتوفيق، وحسان يستحق، وأتمنى له التوفيق».

وعدّ الأحمدي أن اللاعب النادر بكل تأكيد تكون قيمته المالية عالية، وهذا غير مرتبط بالمركز الذي يلعب به سواء بالدفاع أو الهجوم أو غيرهما من المراكز. النظرة تكون للقيمة الفنية والحاجة لخدماته وليس للمركز الذي يلعب فيه، مشدداً على أن حسان مدافع متمكن، ويستحق هذه القيمة والتنافس من أجل ضمه.

وحول ما يذكر أنه يعاني من بعض النقاط السلبية، من بينها الكرات العرضية، قال الأحمدي: «الكرات العرضية صداع لجميع المدافعين والمدربين الذين يشرفون عليهم، وحتى الألمان يعانون من ذلك؛ لذا التركيز بات على منع الكرات العرضية وليس التعامل معها، على اعتبار أن المهاجمين هم من يحبونها ويستفيدون منها».

من جانبه قال أحمد جميل، المدافع السعودي الدولي السابق، إن انتقال اللاعب حسان تمبكتي من الشباب للهلال له إيجابياته وسلبياته.

وأضاف: «في الجانب الإيجابي فإن وجوده في نادي الهلال يعني أنه سيكون أكثر انسجاماً مع المجموعة من المدافعين الذين يشاركون معه في صفوف المنتخب السعودي، وهذا سيكون مفيداً للمنتخب ونادي الهلال على حد سواء».

وأضاف: «كما أن وجوده في نادٍ منافس بشكل دائم على البطولات الكبرى يعزز من إمكانية تطوره وقدرته على تقديم الأفضل؛ لأنه مدافع صغير في السن وجاهز للتطور ويعدّ المدافع السعودي الأول حالياً». وأكمل: «أما الجانب السلبي، فقد يرتكز على كون اللاعبين الأساسيين جميعاً أو غالبيتهم من فريق واحد، وهذا يؤثر في قوة المنافسة بين الفرق، عدا كون وجود 8 أجانب في كل فريق سيعني وجود عدد كبير من اللاعبين السعوديين خارج القائمة الأساسية؛ لذا كان من الأنسب أن يكون اللاعبون الدوليون في المنتخب مُوزّعين على فرق عدة؛ من أجل أن ينالوا فرصاً أكبر في المشاركة في المباريات الرسمية».

وعن رأيه الفني في أداء اللاعب حسان تمبكتي، قال: «حسان مدافع متطور ومحافظ على نسق التطور في الأداء الفني، وصغير في السن، ولا يزال يمكنه العطاء لسنوات، لكن لديه بكل تأكيد نقاط سلبية من الناحية الفنية مثل عدم قدرته على التعامل مع الكرات العكسية، وهذا ما ظهر في عديد من المناسبات التي شارك بها».

وحول القيمة المالية التي تم دفعها من قبل نادي الهلال للظفر باللاعب، وهل تعدّ عالية بالنظر إلى كونه مدافعاً، قال جميل: «اللاعب بقيمته الفنية وليس بمركزه، الحديث عن الجانب المادي للصفقات لا أحبذ الخوض فيه، ولكن بشكل عام أرى أن اللاعب سيفيد ويستفيد من خطوته المقبلة، وأتمنى له التوفيق، وهو من طينة المدافعين الكبار في الكرة السعودية».

من جانبه قال حمد الدوسري، المدرب السعودي، إن المدافع حسان تمبكتي أثبت أنه من أفضل المدافعين في الكرة السعودية، ويكفي أن الصراع كان ساخناً من أجل ضمه من قبل الأندية الأغنى مالياً.

وأشار إلى أن «اللاعب اختار القرار الأنسب له، وهو اللعب للهلال لأسباب عدة، منها أن هذا الفريق منافس دائم على كل البطولات، ويوجد فيه معظم زملائه في المنتخب السعودي، إضافة إلى أن حسان قادر على التطور وتساعده المجموعة الحالية في نادي الهلال على تحقيق كثير من طموحاته وأهدافه في مسيرته الكروية».



المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top