القوات الجوية الروسية تتعرض لضغوط لمواجهة الهجمات داخل أراضيها


المسيرات الأوكرانية تهاجم قاعدة عسكرية روسية… وصواريخ موسكو تستهدف الشمال الأوكراني

تبادلت موسكو وكييف الاتهامات، وقالت كل منهما إنها استهدفت من قبل الأخرى بهجمات صاروخية ومسيرات. وقالت روسيا إن قاعدة جوية عسكرية في شمال غرب روسيا تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة أوكرانية، ما تسبب في إلحاق الضرر بإحدى الطائرات، فيما قامت قوات الدفاع الجوي بعملية تشويش لطائرة مسيرة أخرى على المشارف الشمالية الغربية لموسكو ما أدى إلى تحطمها بالقرب من منطقة بوتيلكوفو السكنية. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن دفاعاتها الجوية اعترضت المسيرة الأوكرانية في منطقة «نوفغورود» صباح اليوم السبت. وبعد ذلك، نشب حريق في المطار، ما تسبب في إلحاق الضرر بإحدى الطائرات.

محققون يعملون بالقرب من سقف متضرر بعد إسقاط طائرة مسيّرة أوكرانية في موسكو (رويترز)

وبدورها استهدفت روسيا بصواريخها السبت قلب مدينة تشيرنيغيف في شمال أوكرانيا، وقتل في الغارة 7 وجرح 90، حسب تصريحات رسمية وأوكرانية، وفقاً لحصيلة أوردها وزير الداخلية الأوكراني إيغور كليمينكو. وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على «تلغرام»: «أصاب صاروخ روسي وسط المدينة في تشيرنيغيف»، مضيفا: «أصيبت ساحة وجامعة بوليتكنيك ومسرح. يوم سبت عاديّ حوّلته روسيا إلى يوم ألم وخسائر. هناك قتلى وجرحى».

قلب مدينة تشيرنيغيف في شمال أوكرانيا تعرض لهجوم صاروخي (إ.ب.أ)

وتضمن منشور زيلينسكي، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، مقطع فيديو قصيرا يُظهر حطاما متناثرا في أنحاء الميدان أمام مسرح بالمنطقة، حيث لحقت أضرار كبيرة بسيارات متوقفة. وظهرت أيضا في الفيديو صورة خاطفة لجثة داخل سيارة.

وتشيرنيغيف هي مدينة تتميز شوارعها بالأشجار المورقة وكنائس شيدت قبل قرون وتبعد 145 كيلومترا شمال العاصمة كييف. وقال سلاح الجو في كييف في ساعة مبكرة من صباح السبت إن الجيش الأوكراني أسقط 15 من أصل 17 طائرة مسيرة إيرانية الصنع من طراز شاهد أطلقتها موسكو في ضربة خلال الليل. ولم يكن هناك أي رد فعل رسمي من كييف. ولا تعلق أوكرانيا عادة عن المسؤول عن الهجمات على الأراضي الروسية أو شبه جزيرة القرم، غير أن مسؤولين عبروا علنا عن رضاهم عن الهجمات.

مسرح مدينة تشيرنيغيف في شمال أوكرانيا تعرض لهجوم صاروخي (إ.ب.أ)

وخلال الأسابيع الماضية تبادلت موسكو وكييف الاتهامات بخصوص استهداف كل طرف للآخر، وكانت هناك سلسلة من الهجمات بطائرات مسيرة على الأراضي الروسية مؤخرا.

قالت وزارة الدفاع الروسية إن كييف شنت موجة من الهجمات بطائرات مسيرة السبت مستهدفة ليس فقط مناطق موسكو ونوفغورود شمال غربي العاصمة، وإنما أيضا بيلغورود على الحدود مع أوكرانيا.

وقالت الوزارة إن الهجمات لم تُسقط أي مصابين غير أن طائرة حربية تضررت ونشب حريق داخل مطار في نوفغورود. وتقع منطقة نوفغورود شمال غربي موسكو وتبعد مئات الكيلومترات عن الحدود الروسية مع أوكرانيا.

الدمار يظهر في مبنى بعد هجوم بطائرة من دون طيار في موسكو يوم أمس (أ.ف.ب)

وقالت الوزارة في بيان، كما نقلت عنه «رويترز»، «نتيجة للهجوم الإرهابي على منطقة المطار العسكري، نشب حريق في ساحة اصطفاف الطائرات وسرعان ما أخمده رجال الإطفاء. وتضررت طائرة».

تزايدت هجمات الطائرات المسيرة على مناطق في عمق روسيا خلال الأسابيع القليلة الماضية. واصطدمت إحداها بمبنى في وسط موسكو الجمعة بعد أن أسقطتها الدفاعات الجوية الروسية، ما تسبب في تعطيل حركة الملاحة الجوية في جميع المطارات المدنية في العاصمة الروسية.

وقالت وزارة الدفاع أيضا إنها أحبطت هجوما بطائرة مسيرة أوكرانية تم إسقاطها فوق منطقة بيلغورود، وإن الواقعة لم تسفر عن وقوع ضحايا أو خسائر مادية.

وقالت وزارة الدفاع في وقت سابق السبت إن قوات الدفاع الجوي الروسية أسقطت صاروخا أطلقته أوكرانيا خلال الليل فوق شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في 2014 والتي شهدت أيضا تزايدا في الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ.

في المقابل تعرّض وسط مدينة تشيرنيغيف في شمال أوكرانيا لقصف روسي أسفر بحسب كييف عن مقتل سبعة أشخاص وأتى بُعيد اجتماع عقده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع قادة الجيش،

وكانت السلطات المحلية أفادت قبل ذلك بقليل عن إطلاق «صاروخ باليستي»، موصية السكان بـ«البقاء في مأمن» في المدينة التي لم تشهد هجمات ضخمة بعدما احتلتها القوات الروسية لفترة عابرة في بدء الاجتياح في فبراير (شباط) 2022.

وجرى القصف فيما يقوم زيلينسكي بزيارة للسويد، الدولة التي قدمت آلاف الأسلحة المضادة للدبابات لكييف والتي باتت على وشك الانضمام إلى الحلف الأطلسي.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون (أ.ف.ب)

وعقد الاجتماع بعدما أعلنت كييف هذا الأسبوع إحراز تقدّم محدود في شرق البلاد وجنوبها في إطار هجومها المضاد لتحرير المناطق التي تحتلّها روسيا، وبعدما أعطت واشنطن الجمعة الضوء الأخضر للدنمارك وهولندا لإرسال مقاتلات أميركية من طراز «إف-16» إلى أوكرانيا.

وأعلن الكرملين صباح السبت أنّ بوتين عقد اجتماعا مع قادة الهجوم في أوكرانيا في مدينة روستوف أون دون في جنوب روسيا، قرب الحدود الأوكرانية. ولم توضح موسكو متى عُقد الاجتماع لكنّ صورا نشرتها وسائل الإعلام الرسمية أظهرت أنه عقد خلال الليل.

وأفاد الكرملين في بيان بأنّ «بوتين عقد اجتماعاً في المقرّ العام للعملية العسكرية الخاصة في روستوف أون دون». وأضاف أنّ «الرئيس استمع إلى تقارير رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف وقادة قطاعات ومسؤولين آخرين». وبثّت وكالة ريا نوفوستي للأنباء مقطع فيديو يظهر فيه بوتين خارجاً من آلية جيب خلال الليل قبل أن يستقبله الجنرال غيراسيموف. وروستوف أون دون القريبة من الحدود الأوكرانية هي مقر قيادة عمليات القوات الروسية في أوكرانيا. وكانت المدينة في يونيو (حزيران) مسرحاً للتمرد الذي خاضته مجموعة مرتزقة «فاغنر» بقيادة يفغيني بريغوجين وسيطرت خلاله لفترة وجيزة على المقر العام للجيش قبل أن توقف حركتها. وقلّما ظهر غيراسيموف علنا منذ محاولة التمرد التي استهدفته تحديدا. كما أن بوتين نادرا ما يزور المناطق القريبة من الجبهة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top