فايز قزق: المسرح الأقوى.. والتلفاز وسيلة الشهرة



بيروت: هيام السيد

فايز قزق ممثل ومخرج ومؤلف ومشرف على طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية في سوريا. فنان مبدع وعاشق للمسرح، لكنه يطل بين فترة وأخرى في أعمال تلفزيونية، ويصور حالياً مشاهده في مسلسل «فرانكلين» المؤلّف من 6 حلقات.. وككل المسرحيين لم ينتشر اسم قزق إلا في السنوات الأخيرة عندما شارك في الدراما التلفزيونية، مع أنه قدم خلال مسيرته التلفزيونية أدواراً، لافتة أن نجمه سطع قبل عامين في مسلسل «كسر عضم» للمخرجة رشا شربتجي وترسخت نجوميته أكثر في الموسم الرمضاني الماضي من خلال مشاركته في بطولة مسلسل «الزند- ذئب العاصي» بشخصية «الشيخ إدريس».. نسأله:

* تتواجد حالياً في بيروت، فهل من تحضيرات فنية للفترة المقبلة؟

-أواصل العمل في المعهد العالي للفنون المسرحية الذي أعمل فيه من عقود طوال، كما أصور بعض الأعمال الدرامية التلفزيونية بين وقت وآخر، وحالياً أنا موجود في بيروت لتصوير سداسية بعنوان «فرانكلين» من إنتاج «إيغل فيلمز» وسوف تعرض على «نتفليكس».

* هل يمكن القول إن من يعمل في المسرح تكون الدراما التلفزيونية بالنسبة إليه كاللهو والتسلية؟

– شاركت في 65 عملاً مسرحياً وأمضيت عمراً في المعهد والمسرح المحترف، وتنقلت بين سوريا وأوروبا وبريطانيا وأمريكا و6 سنوات في الخليج، لأن المسرح كان مشروعي.

* وكيف يتعاطى الممثل المتعمق في المسرح مع العمل في التلفزيون؟

-التمثيل في التلفزيون يصلح لأكل العيش والانتشار والشهرة.. من يعمل في المسرح في البلاد العربية لا ينتشر ولا يصبح معروفاً إلا على مستوى الجمهور الذي يتابع المسرح.. في بداية التسعينات قدمت أعمالاً في مسرح بيروت في منطقة عين المريسة وفي مسرح بابل في شارع الحمراء إلى أن تم غلقها وتغيرت الظروف فاتجهت ممثلاً للعمل في التلفزيون. المسرح الأقوى.. والتلفاز وسيلة الشهرة.

* هل يشعر الممثل بالأسى لأن شهرته تكون من وراء الظهور التلفزيوني، بينما التعب والجهد والتحضيرات والبروفات تكون في العمل المسرحي؟

-هذا الوضع موجود في كل العالم.. عندما كنت أقصد مسارح بريطانيا التي عشت ودرست فيها، كان 3% من سكان لندن يعرفون أن هناك مسرحاً و90% يعرفون التلفزيون.. المسرح أداة من أدوات الثقافة الكلاسيكية ولا يجوز أن يغيب عن المدينة ومن دونه تصبح المدن مجنونة، لأن ميزة جمهور المسرح أنه يشكل حالة ثقافية ويوازن العقل في المدينة جنباً إلى جنب الرواية والسينما والرقص والغناء الموسيقى الموزونة، وإلا يبقى كل الناس أمام النت والتلفزيون.

غياب العروض المسرحية

* ماذا تفعل في ظل غياب العروض المسرحية؟

-في سوريا لم تتوقف العروض المسرحية على الإطلاق، وعندما أقدم عروضاً في «مسرح القباني» مثلاً، فإنها تستمر لمدة 10 أيام، وعندما أقيم عروض التخرج الخاصة بطلاب المعهد، فإنها تستمر 15 يوماً ويحضرها 500 شخص يومياً، لكن يجب تأمين الاستمرارية وليس الانتظار 40 شهراً لتقديم عرض مسرحي جديد.

* هل هناك إمكانية للاستمرارية؟

-هي ممكنة بقدر ما يتوفر المال والوعي عند الحكومات.

* في الموسم الرمضاني السابق شاركت الممثل تيم حسن في بطوله مسلسل «الزند»، ما هو موقع هذا العمل في مسيرتك الفنية؟

– واحد من الأعمال المهمة جداً التي شاركت فيها على مستوى الدراما التلفزيونية. وقدمت في هذا العمل شخصية حساسة جداً وصعبة ومعقدة للغاية، وهي أتعبتني من الداخل ومن الخارج لأنها كانت تحتاج إلى جسد وطاقة جسدية عالية المستوى وإلى دراسة نفسية دقيقة جداً.. مسلسل «الزند» كان تجربة ممتعة وشيقة جداً، لكنها في نفس الوقت متعبة جداً لأن المشاهد كانت في معظم الوقت على الحصان أو في نفس النقطة وكان مطلوباً من هذا الإنسان الذي يجلس في هذه النقطة أن يكون حيوياً بإشارته وحركة عينه الوحيدة وصراعاته مع من هم حوله، وبنفسيته الحادة وبنهايته غير السعيدة بعدما أصبح أعمى العينين ويقتات على فتات الشخص تيم حسن الذي جعله يفقد عينيه، لاسيما أن هذا الشخص وصل إلى مرحلة شعر فيها الأعمى أنه يستحق الشفقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top