دبي: «الخليج»
الخيال بوابة سحرية تؤدي بنا إلى هذا العالم المرتكز على حلم امرأة وجدت شغفها بعالم الفن والتصميم، فوظفت أفكارها وإبداعها لتخلق هذا المجتمع الفني الذي نرى انعكاسه في مساحة غاليري لمعروضات فريدة، تجمع إبداع أكثر حرفيي العالم براعة، من الشرق والغرب، بقطع أثاث مذهلة، جمعت بين براعة الحرف التقليدية وطرق التصميم المعاصر للإبهار والخروج عن المألوف، لكن الحكاية لم تكتف بهذا الحد، فهناك حلم أكبر بقرية تجمع أبرع حرفيي العالم في مكان واحد، ليكون هذا المجتمع حاضنة وحياة جديدة لجميع الحرف التي بدأت تتلاشى، كما تخبرنا لبنى ألانا، مؤسس ومدير إبداعي ل«لاميزون 1858» في دبي.
«لاميزون 1858» علامة إماراتية تجارية حديثة للمفروشات تحتفل بتراث وثقافة التصميم لإنشاء قطع فريدة من نوعها، ترتكز على مفهوم العائلة الذي يشكل الهيكل الذي أسست عليه لبنى ألانا مشروعها، متمسكة بتاريخ بداية عائلتها، لتحول هذا الانتماء إلى حلم تسعى لتحقيقه بإيجاد قرية ومجتمع للحرفيين من جميع أنحاء العالم، ليكونوا العائلة التي تتطلع لتأسيسها. وتقول: يمكن القول إن علامتنا هي بمثابة فن وظيفي يتم تمثيله من قبل مجتمع من الحرفيين القادمين جميع أنحاء العالم، وأتطلع في هذا المشروع الآخذ في النمو للحفاظ على تصميم هؤلاء المتخصصين المبدعين وعرض مهاراتهم وتاريخهم العريق للجمهور العالمي، بإضافة لمسات تصميم معاصرة تجعل من أعمالهم قطعاً فنياً فريدة من نوعها، وأضافت: نحن ملتزمون بالجانب الإنساني، أو حماية المجتمع الحرفي، تحفنا الحديثة مصنوعة يدوياً حسب الطلب؛ لأننا مدفوعون بحب العمل الذي يدخل في إنشاء الأشياء الجميلة والأثاث والتصميم. وأوضحت أن «لاميزون 1858» تسعى إلى إنشاء مجتمع من الحرفيين من جميع أنحاء العالم للحفاظ على المعرفة التقليدية من خلال التصميم، بدءاً من نحت المعدن والفضة وحتى السيراميك، وأوضحت أن «1865 هو عام الأعمال العائلية، وإرث وقصيدة للحرفيين، والحرفيين الذين يصنعون الأثاث والإكسسوارات المصنوعة يدوياً، بدءاً من الحرف القديمة، وحتى المصنوعات اليدوية المعاصرة». وأكدت أن الهدف من العلامة هو بناء قرية حرفية في نهاية المطاف حيث يمكن تعليم الحرف للأجيال القادمة باعتبارها فناً وظيفياً. وتسعى لبنى ألانا لمشاركة نظرتها الخاصة وأسلوبها المميز بالنظر إلى قطع الأثاث بوصفها «جواهر المنزل»، وهو ما تتطلع إلى تسليط الضوء عليه من خلال الجمع ما بين براعة وإتقان الحرفي التقليدي وإبداع الفنان والمصمم لمنح هذه القطع حضوراً مختلفاً وطابعاً خاصاً يتسم بالفرادة، حيث يتفرد معظم التصاميم بقطعة واحدة لا تتكرر، لتكون لوحة فنية خاصة ونادرة، وتوضح رؤيتها بأنها تسعى لتقديم قطع أثاث راقية تعتبر قطعاً موروثة، عصرية وتمثل فناً صالحاً للعيش.
وأشارت لبنى ألانا إلى أن مشروعها وتصاميمها تعتمد على المواد الطبيعية، مثل الرخام والأحجار شبه الكريمة والخشب، وجميعها مصنوعة باستخدام تقنيات قديمة، وقالت: العامل المشترك بين هذه القطع هو أنها مصنوعة يدوياً وفريدة من نوعها، وأن كل منها تعتبر بمثابة شاهد حي على تلك الحياة الجديدة التي تدفقت من تلك الحرف لتمنحها الرعاية والتضمن استمرار هذه المواهب، وولادة المزيد من المبدعين فيها، فهناك حرف لم يتبقّ ممن يتقنونها سوى رجل واحد، أي أنها قد تموت معه إن لم يتم الاهتمام به، وبها، ونقلها إلى أشخاص آخرين، وهذا ما نسعى إلى توفيره من خلال هذا المجتمع – القرية.