محمد حداقي: الأعمال التاريخية تتطلب مجهوداً مضاعفاً



بيروت: هيام السيد

يستكمل الممثل السوري محمد حداقي حالياً تصوير دوره في مسلسل «معاوية»، والذي يجسد فيه شخصية المغيرة بن شعبة في هذا العمل التاريخي الضخم الذي ينتظر عرضه الكثيرون.. ويرى حداقي أن الأعمال التاريخية تتطلب مجهوداً مضاعفاً من الممثل خصوصاً عندما تكون الشخصية التي يتناولها العمل محفورة في ذاكرة الناس، كما تطرق من ناحية أخرى إلى وضع الدراما العربية بشكل عام والسورية بشكل خاص..

كيف تتحدث عن مشاركتك في المسلسل التاريخي «معاوية»؟

-كان لدينا فسحة لأننا توجهنا إلى الأسطورة والزمن الافتراضي وهي فسحة مكنتنا من القول والتعبير، لكن الالتزام بعمل تاريخي له أسس واقعية وذاكرة عند الناس يصعب التعامل معه، لأنه تكون لدى الناس صورة معينة عن الشخصيات قد تكون بعيدة عن الواقع ويصبح التقرب منها صعباً، ويصبح الأمر فيه نوع من التكبيل للعمل، ولكننا نحاول أن نعزي أنفسنا وأن نقول إنه عمل من النوع المتحفي، حيث يرى المشاهد الشخصيات في أجلّ صورها ولحظاتها من دون المرور على بنيتها النفسية، أو كيف تتصرف وتتكلم.. هو نوع من الأنواع التي قد تكون متحفية وهنا أتكلم اصطلاحاً.

* ماذا تقصد؟

– سيشاهد الناس الشخصية في أجمل صورها في لحظة من التاريخ، وكأننا نصنع تمثالاً لصلاح الدين ويكون هناك حرص على تشكيله في أجمل لحظاته.

* هل يبذل الممثل الذي يشارك في الأعمال التاريخية جهداَ مضاعفاً؟

– لا شك أن جهد الممثل يصبح مضاعفاً لأنه يتم البحث في أثر تاريخي خاصة عندما يكون للشخصية تاريخ واضح ومعروف وصورة معينة في أذهان الناس، تختلف من فئة إلى فئة ومن مجتمع إلى آخر، ولذلك هو يقوم عند الإضاءة عليها بجهد كبير لكي يتمكن من ملامسة كل من تعنيه هذه الصورة، وهو يحاول طوال الوقت مراقبة نفسه ومراقبة الشخصية، بحيث تظهر هذه الشخصية في أجلّ صورها.

* هل تعاني الدراما العربية من أزمة نصوص؟

– نحن نعاني أزمة تعبير.. الأفكار حاضرة دائماً وعلى مر التاريخ، ولكن هناك مشكلة في كيفية التعبير عنها لأن التعبير عن الفكرة هو الذي يعطي العمل عمقه وبيئته وتاريخه وتأثيره، وأدوات تعبيرنا تتحكم بها أفكار وتابوهات ومحرمات ومخاوف وشكوك.

* لكن في فترة من الفترات تمكنت الدراما السورية من أن تفرض نفسها بجرأتها وعمقها وواقعيتها؟

-هذا صحيح في فترة من الفترات بدأت الأفكار بالنضوج، ولم تعد الدراما أفقية ومتشابهة، وقدمَت أنواع مختلفة من خلال أعمال تاريخية وبدوية وشامية ومودرن ثم كان ما كان، ولو أن الاستثمار في تلك الفترة كان حقيقياً وفكرياً لكان أثمر اليوم بشكل أفضل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top