موسم تجفيف التمور في مصر



القاهرة: «الخليج»
ترفع عشرات من القرى المصرية المنتجة للتمور، حالة الطوارئ في تلك الفترة من كل عام، احتفالاً ببدء موسم تجفيف التمور، الذي ينطلق من منتصف سبتمبر ويستمر حتى نهاية أكتوبر من كل عام، حيث يمثل هذا الموسم ذروة النشاط الزراعي لمنتجي التمور في البلاد.

تحترف العديد من القرى المصرية، تجفيف التمور، بطرق لا تختلف كثيراً، عن الطريقة التقليدية التي كان المصريون القدماء يقومون من خلالها بتجفيف التمر، واستخدامه على مدار العام، كغذاء ودواء، حيث يمثل شهر توت بالتقويم القبطي، بداية موسم الخير السنوي في تلك القرى، التي تحترف تلك الزراعة، ووسائل حفظ التمور على مر السنين.

وتتنوع عمليات تجفيف التمور في مصر، ما بين طرق يستخدمها سكان الدلتا، عن الأخرى التي يستخدمها منتجو التمر في صعيد مصر، أو في الواحات الواقعة في الصحراء الغربية للبلاد، لكنها تعتمد في معظم الأحوال، على حرارة الشمس، حيث يتم اختيار الثمار الصالحة للتخزين، قبل نثرها على بسط مصنوعة من سعف النخيل، تحت أشعة الشمس لفترة تخضع تقديراتها لشدة الحرارة، قبل أن تتحول ثمار التمر إلى الحالة الجافة، قبل خضوعها لعملية التخزين التي قد تستمر لمدة عام كامل.

وتعد ثمار تمر الزغلول أحد أشهر أنواع التمور في مصر، وتنتشر زراعة هذا النوع من التمر، في مناطق شمال الدلتا وبخاصة منطقتي إدكو ورشيد التابعة لمحافظة البحيرة، وتتميز ثمرة الزغلول بحجمها الكبير الذي لا يتأثر كثيراً بعملية التجفيف، ولا ينافسها في تلك الجودة سوى ثمار التمر السماني، الذي تنتشر زراعته في المناطق الشمالية في رشيد وإدكو، إلى جانب تمر الأمهات الذي تنتشر زراعته في محافظة الجيزة، وأجزاء من الفيوم. وتحفل المزارع المصرية بعشرات الأنواع من ثمار التمر، الأمر الذي يجعل من صناعة التجفيف عملية مربحة لكثير من المنتجين، ومن أشهر الثمار في الوجه البحري، تمور بنت عيشة التي تنتشر زراعتها في منطقتي إدكو ورشيد، وبعض مناطق محافظتي الشرقية ودمياط، حيث يبلغ متوسط إنتاج النخلة الواحدة ما يزيد على 80 كيلوغراماً، وقد يصل في بعض الأحيان إلى مئة، وتتميز الثمرة بلونها الأحمر الداكن عند اكتمال النمو، الذي لا يلبث أن يتحول إلى الأسود في طور الرطب، كما تتميز بأنها مغطاة بطبقة شمعية تميزها عن غيرها من الثمار، ولا ينافسها شهرة سوى ثمرة البرحى، وهي أحد الأصناف الممتازة، التي تم تهجينها من تمر العراق.

وتقدر مصادر رسمية إنتاج مصر من التمور، بنحو 1.6 مليون طن سنوياً، وهو ما يضعها في المركز الأول عالمياً، بنسبة تبلغ 21% من الإنتاج العالمي، حيث تزيد ثروة مصر من النخيل ما يزيد على 15 مليون نخلة، يتركز معظمها في محافظات الوادي الجديد وأسوان والجيزة، إلى جانب محافظات الشرقية والبحيرة ودمياط، فضلاً عن مطروح وشمال سيناء، وتنتج تلك المحافظات ما يقرب من 23 صنفاً من التمور، منها ما يؤكل وهو طري، كالأمهات والزغلول والحياني والسلماني وبنت عيشة، ومنها بعض الأصناف التي تؤكل نصف جافة، إلى جانب باقي الأنواع التي لا تؤكل إلا بعد تجفيفها أو تصنيعها، وأشهرها السيوي والعجلاني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top