رامى الصواريخ حقق المستحيل كجندى.. وأسقط طائرتين للعدو فى الاستنزاف و6 أكتوبر



الجندى المقاتل زغلول وهبة سليمان.. أحد مفاتيح النصر

 واحد من الجنود الذين كانوا أحد مفاتيح النصر العظيم فى حرب أكتوبر المجيدة.. إنه البطل المقاتل زغلول وهبة سليمان رامى صواريخ «الاستريلا» أو سام 7.. حقق هذا المقاتل بطولات تتجاوز موقعه كجندى.. لكنهم المصريون إذا وضعوا فى محل اختبار.. تجدهم أصحاب حضارة تجرى فى دمائهم.. تجدهم أصحاب عزيمة تحارب المستحيل وتقهر عدواً أطلق على نفسه «الجيش الذى لا يقهر».. وهى مقولة خاوية أطلقها جيش الاحتلال على نفسه عقب النكسة وهى الحرب التى لم تحارب فيها مصر، ولكن تحطمت هذه الأسطورة عندما حارب المصريون، ففى الحرب  حقق المصريون بطولات ملحمية وكانت المعجزة فى تدمير خط بارليف وعبور القناة.

يستهل المقاتل زغلول حديثه عن ذكريات حرب أكتوبر بعد مرور 50 عاماً عليها بقوله: إن الجيش المصرى هو خير أجناد الأرض، وقد رأيت التطبيق العملى لهذا الأمر أمام عينى فى حرب أكتوبر، حيث شهدت هذه الحرب عشرات آلاف البطولات على أيدى أبطال القوات المسلحة، فقد كان التفاوت العسكرى فى التسليح واضحا للجميع، واستطاع الجيش المصرى بأبطاله أن يعوض هذا الفارق بالتدريب والعزيمة والإرادة والرغبة اللامتناهية فى تحقيق النصر واسترداد أرض سيناء الغالية.

ويستطرد كلامه بأن  ذكريات الهزيمة والانتصار وعودة سيناء الحبيبة ستظل محفورة بذاكرته، حيث كسرت النكسة أشياء كثيرة فى نفوس المصريين، ولم يكن أحد يتوقع الهزيمة بهذه الدرجة واحتلال سيناء.

يبدأ المقاتل زغلول حديثه عن ذكريات الحرب معرفاً نفسه « أنا المقاتل زغلول وهبه سليمان – رامى صواريخ الكتف «الاستريلا أو سام 7 أو الحية أو الضبع الأسود»، تم تجنيده بتاريخ 26 نوفمبر 1969، ثم التحق بمعسكر التدريب بالكيلو أربعة ونصف بطريق القاهرة السويس، وبعد انتهاء فتره التدريب الأساسى تم اختياره ضمن  قوات الدفاع الجوى كرامى «رشاش ثقيل»، ونجح واجتاز الكشف الطبى، ثم التحق بمعسكر أبو قير للحصول على الفرقة الخاصة بالسلاح الجديد فى مدرسه المدفعية المضادة للطائرات بالمعمورة بالإسكندرية.

ويضيف ان حرب الاستنزاف كانت بمثابة مرحلة «استعادة الثقة» التى اهتزت عقب النكسة سواء بالنسبة للفكر الاستراتيجى أو لعقيدة القتال وروح المقاتل والعسكرية المصرية بوجه عام.

واستطاعت القوات المسلحة من خلال هذه الحرب أن تخطط لمعركة التحرير وتعدل الخطط، كما أنها أتاحت فرصة امام العقول المصرية للابتكار والتغلب على العقبات بإمكانات محدودة، يضاف الى هذا انها كبدت العدو خسائر فادحة فى العتاد والأرواح، ومنحت المقاتلين ثقة بأن النصر قادم لامحالة بأى ثمن.

وأضاف أنه خلال 6 أشهر أنهى الدورة التدريبية، وفى يونيو 1970، تم ترحيلهم للقاهرة ضمن تشكيل الكتيبة 523 دفاع جوى، وتم تكليفه كحكمدار دفاع جوى، حيث  تمكن من إسقاط طائرة اسرائيلية من طراز «سكاى هوك»، بمنطقة الجفرة بالسويس يوم 30 يونيو 1970، وأسقط الثانية يوم 10 أكتوبر 1973 بمنطقة أبو حماد بجوار مطار أبو حماد بقرية الأسدية، موضحاً  أنه انتقل لموقعه بمنطقة الجفرة بالسويس، وتم تجهيز الموقع فى 30 يونيو 1970، وفى نفس اليوم شاهدت السرية مجموعة من طائرات العدو من طراز «فانتوم وسكاى هوك»، فجرت مستودعات الجيش الثالث الميدانى ومخازن الذخيرة، وعند عوتها مرت من أعلاهم وعلى ارتفاع منخفض، فجهز نفسه للتعامل معها، وبالفعل أخذ موقعه وسدد لأحدها صاروخا وتمكن من إسقاطها، ليتمكن زميل آخر بفصيلة مجاورة من إسقاط طائرة أخرى من طراز «فانتوم»، قائلا: «كانت فرحة كبيرة لكل الناس لأننا كبدنا العدو خسائر كبيرة فى أول هجمة للعدو بعد دخولنا الجبهة.

وأشار الى أنه فى اليوم التالى من إسقاط الطائرتين وأثناء تواجدهما بموقع الخدمة فوجئوا بتواجد اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث، ومعه مجموعة من قادة الجيش الثالث لمقابلته وتهنئته على اسقاط الطائرة، وكان لهذه الزياة عظيم الأثر فى نفوس كل أفراد الموقع، حيث بدأت اسطورة سلاح الجو الاسرائيلى تهتز أمام أبطال الجيش المصرى، ليتوالى بعد ذلك اسقاط طائرات العدو.

وأضاف أننا كجنود لم يكن لدينا علم بموعد الحرب.. وكانت مفاجأة كبيرة لنا، حيث شاهدنا  الطائرات تحلق فى السماء بكثرة وجميعها تحلق على طول الجبهة، والجميع بدأ يعلم أنها ساعة الصفر، وجاء وقت العبور، وكانت لحظة صعبة لا يمكن أن ينساها أى جندى، فالجميع تحمس وبدأ ينادى ويصيح بـ«الله وأكبر»..

إلا  أنه فى يوم 8 أكتوبر عام 1973، تم نقله ومجموعته لمطار أبو حماد بمحافظة الشرقية، لحمايته من هجمات العدو نتيجة قربه من مطارات الجبهة، وفى صباح اليوم التالى تم توزيعه ومجموعته على مواقع بدائرة المطار بقرية الأسدية، وفى منتصف يوم 10 أكتوبر، بدأ هجوم من قبل قوات العدو مكون من سرب طائرات فانتوم وسكاى هوك، ليتمكن زغلول من  إسقاط طائرة من طراز «سكاى هوك».



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top