تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني بمعبد أبوسمبل في محافظة أسوان، هي ظاهرة فلكية فريدة تحدث مرتين كل عام، في 22 فبراير و22 أكتوبر، وتعد من المعجزات الفلكية التي يبلغ عمرها 33 قرنًا من الزمان.
ظاهرة منذ قدماء المصريين
تعود ظاهرة تعامد الشمس إلى حقيقة علمية اكتشفها قدماء المصريين، وهي أن شروق الشمس من نقطة الشرق تماما، أما غروبها فيكون من نقطة الغرب تماما في يوم 21 مارس، ثم تتغير نقطة الشروق بمقدار ربع درجة تقريبا كل يوم إلى ناحية الشمال، حيث تصل في شروقها إلى نقطة تبعد بمقدار 23 درجة و27 دقيقة شمال الشرق في 22 يونيو.
بنى المصريون القدماء معبد أبوسمبل بحيث يكون اتجاه المسار الذي تدخل منه الشمس على وجه رمسيس الثاني من ناحية الشرق من فتحة ضيقة محسوبة بدقة بحيث إذا دخلت أشعة الشمس في يوم وسقطت على وجه التمثال، فإنها في اليوم التالي تنحرف انحرافاً صغيراً بمقدار ربع درجة ولا تسقط في اليوم التالي على وجه التمثال.
تعامد الشمس يومي 22 فبراير و22 أكتوبر
تتكرر ظاهرة تعامد الشمس يومي 22 فبراير و22 أكتوبر، حيث تخترق أشعة الشمس الممر الأمامي لمدخل معبد رمسيس الثاني بطول 200 متر حتى تصل إلى قدس الأقداس، الذي يضم تمثال رمسيس الثاني جالساً ويحيط به تماثيل (رع حور أختي، وآمون وبتاح) إله الظلمة عند المصريين القدماء.
تقطع الشمس 60 متراً أخرى لتتعامد على تمثال الملك رمسيس الثاني وتمثال آمون رع إله طيبة، وتصنع إطاراً حول التمثالين بطول 355 سم وعرض 185 سم.
الشمس تُضيء فقط التماثيل الثلاثة
ومن العجيب أن الشمس لا تتعامد على وجه تمثال (بتاح) إله الظلمة عن القدماء وإنما تُضيء فقط التماثيل الثلاثة «رمسيس الثاني، وآمون، ورع حور أختي».
تجسد ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني بمعبد أبوسمبل تقدمًا علميًا كبيرًا ودقة هندسية مذهلة، وهي من أهم المزارات السياحية في مصر التي يقصدها الزوار من جميع أنحاء العالم.