منوعات

أثاث البيت التقليدي.. مهارات إماراتية في التصنيع



الشارقة: عائشة خمبول

تولدت مهارات عدة لدى سكان الإمارات من صناعة وطبخ شعبي وأشعار، ولعل الصناعة اتخذت وجوهاً عدة، لتوفر بيئة مناسبة مع تحدي الإمكانات، إذ اتخذت تلك المهارات الفائقة في تصنيع المنازل القديمة عن طريق تحويل ما حولهم إلى مواد خام ممكن الاستفادة منها، إذ اعتمد أثاث البيت التقليدي قديماً على المواد المتوافرة في البيئة الصحراوية المحلية. ومن أهم أثاث البيت التقليدي القديم «المندوس»، وهو صندوق يستعمل لحفظ الملابس وأغراض الأسرة الثمينة، ويصنع عادة من أنواع مختلفة من الأخشاب، مثل خشب الساج، أو الأبنوس، أو الصنوبر، وله غطاء متحرك مثبت بمفصلات من الخلف، وأحياناً يكون له أربع أرجل ليرتفع عن الرطوبة والبلل، وليسهل تنظيف الأرضية تحته من دون الحاجة إلى تحريكه، وكانت أغلب «المناديس» تستورد من الهند، والقليل منها يأتي من زنجبار وإيران وباكستان، كما كان يتم تصنيع البعض منها في ساحل عمان، ومناطق أخرى من الخليج العربي. ومن بين الأثاث التقليدي هناك نوع من الصناديق يصنع من المعدن بأحجام مختلفة، ويزيّن في الأغلب برسومات ونقوش جميلة، ذات ألوان زاهية، يعرف ب«السحارة» ويستخدم قديماً لحفظ الملابس والأغراض الخاصة بالأسرة، إذ يوضع في الغرفة الرئيسية.

ومن قطع الأثاث المهمة ما يسمى «الحصير»، وهو بساط عريض يبلغ عرضه نحو المترين، وطوله قد يصل إلى 5 أمتار تقريباً، ويصنع من خوص النخيل الغليظ على شكل خطوط طويلة، ويستخدم قديماً في فرش أرضيات الغرف، ويغسل فيه الميت، وأيضاً للجلوس عليه في الفناء، كذلك كانت تستخدم أنواع منه في سقف الغرف، أو تغطية الخيم من الأمطار.

أما «السمة» فهي عبارة عن بساط كبير، يصنع من خوص النخيل ويكون بأحجام مختلفة، أكبرها قد يصل إلى 5 أمتار تقريباً، بحيث يكفي لفرش أرضية خيمة كبيرة، وتصنع «السمة» من أشرطة طويلة تجدلها المرأة من خوص النخيل، وتزين بألوان وأشكال عدة، وتسمى الواحدة من الأشرطة «سفة»، ويحدد عرضها وطولها حسب نوعية المنتج المراد صنعه، ثم تقوم المرأة بخياطتها، أو تشبيكها مع بعضها بعضاً، باستخدام سعف النخيل الناعم، والتي تغمر في الماء فترة من الزمن حتى تصير لينة ومرنة، وعادة تستخدم «السمة» لفرش أرضية البيت.

  • استخدامات عدة

من ضمن أثاث البيت ما يطلق عليه «المنز»، وهو عبارة عن عيدان من جريد النخيل، موصولة مع بعضها بعضاً بالحبال التي تصنع أيضاً من ليف النخيل، وتشكل على هيئة سرير صغير يستخدم لوضع الأطفال، أو حملهم عليه بواسطة أياد من السعف.

ويوجد في البيت التقليدي الدرج، وهو عبارة عن سلم يصنع من سيقان وفروع الأشجار، ويربط كل درج بشكل جيد بحبال مصنوعة من خسف النخيل، وهناك أنواع قصيرة منه، بعضها مجرد ساق شجرة منحوت، وهو يستخدم للصعود للمنامة والتي لا يزيد ارتفاعها على المترين عن الأرض والتي تشيد في فناء المنزل. وهناك أوعية تصنع من الجلد مثل «الهبان»، «المندبان»، «المورس»، و«العبيبة»، وكلها أوعية تستعمل لحفظ أغراض مختلفة، منها حبوب القهوة، والأرز «العيش»، أو القمح «البر»، وغيرها من الحبوب والمواد الغذائية، وكذلك «الظرف» الذي يوضع فيه السمن، والجربة لحفظ الماء، و«المخض» لخض الحليب.

أما أدوات الإنارة منها «الفنر»، و«الصلبوخ»، و«القراعة»، وهما حجران أشبه بالغرانيت والرخام، وبينهما مادة كالحرير، تستخرج من ثمرة الأشخر ويوضع فتيل من القطن بينهما لإشعال النار. القدور تصنع من النحاس لطبخ الطعام، والصحون من الخشب لتقديمه، والأدوات اللازمة، مثل «الخاشوقة» وهي ملعقة الطعام، و«الملاس» ملعقة طويلة لتحريك الطعام، والرحى لسحن الحبوب، والبزار «البهارات»، إضافة لدلال القهوة والفناجين والأدوات التي تساعد على صنعها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى