ما سر غياب اللون البنفسجي في أعلام الدول؟



الشارقة: عائشة خمبول الظهوري

تنوع استخدام الألوان في أعلام الدول يعكس الثقافة والتاريخ التي تتميز بها كل دولة، وتعتبر الألوان جزءاً حيوياً من هوية الدول، إذ يمكن أن ترمز بعض الألوان إلى الشجاعة والقوة، بينما ترمز الأخرى إلى السلام والحرية، كما أن استخدام الألوان بشكل مبتكر في أعلام الدول يسهم في إثراء المشهد الثقافي العالمي، وضمن مجموعة الألوان الموجودة في الأعلام، إلا أن مع التركيز الجيد يتضح غياب اللون البنفسجي عن سائر الألوان، وتعود الأسباب لندرة وجوده في السابق.

يوجد في العالم نحو 196 دولة، ليس في أي منهم لون بنفسجي بالرغم من أنه لون جميل ومحبوب، ففي عام 1800 كان اللون البنفسجي نادراً وغالياً لدرجة أنه كان أغلى من الذهب، وعلى مر العصور كان هذا اللون مرتبطاً بالثراء والقوة ولا يلبسه سوى طبقة معينة من الشعب.

سبب تميز اللون البنفسجي، هو أنه كان نادراً والصبغة المستخدمة في إنتاجه كانت غالية جداً، فتلك الصبغة كانت تأتي من تجار في مدينة «صور» (جنوب لبنان) منذ عهد الفينيقيين، وكانوا يستخرجون تلك الصبغة من قواقع بحرية صغيرة وغير موجودة في أي مكان آخر في العالم، كما أن استخراجها كان صعباً للغاية ويحتاج مجهوداً كبيراً لدرجة أنهم كانوا يحتاجون أكتر من 10000 قوقعة ليستخرجوا جراماً واحداً فقط من الصبغة، ولم يقدر على تكاليف هذه الصبغة سوى الحكام، لذلك فاللون البنفسجي كان مرتبطاً بطبقات حكام مصر وروما وبلاد فارس.

كانت الصبغة غالية حتى على بعض الحكام، لدرجة أن الإمبراطور الروماني «أوريليان» لم يسمح لزوجته بشراء ملابس بنفسجية، لأن الصبغة كانت تكلف 3 أضعاف وزنها ذهب، ولم تكن أي دولة قادرة على تحمل تكاليف استخدام اللون البنفسجي في علمها، وأصبح البنفسجي متاحاً لعامة الناس منذ عام 1856 فقط حين قام الكيميائي «ويليام هنري بيركين» ذو ال18 عاماً وأثناء محاولته صنع علاج للملاريا وبالصدفة صنع مركز بنفسجي ولاحظ إنه يمكن استخدامه في صباغة القماش باللون البنفسجي، وأخد براءة اختراع عليه وبدأ بتصنيعه على نطاق واسع وأصبح فاحش الثراء بسبب هذه الصدفة، ومنذ ذلك الوقت أصبح اللون البنفسجي متاحاً لكل الناس، وتلاشت قيمته، أما أعلام الدول فمعظمها لم تتغير منذ ذلك الوقت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top