العلا والأنوار… من يظفر بذهب «الثالثة»؟


أكدت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أنه لا توجد حتى الآن أي خطوة رسمية بشأن استقالة مسلي آل معمر رئيس مجلس إدارة شركة نادي النصر، وأن ما تم تداوله في الأيام الماضية بشأن رحيله عن منصبه لم يصل إلى المكاتبات الرسمية.

وخلال اليومين الماضيين، راج كثير من الأنباء حول تقديم مسلي آل معمر استقالته من منصبه قبل نهاية ولايته الحالية في نهاية الموسم الحالي.

وبعد 3 أشهر من الآن، ستبدأ مرحلة الانتخابات للأندية الأربعة، التي يملكها صندوق الاستثمارات العامة (النصر والهلال والاتحاد والأهلي)، وتحديداً في يونيو (حزيران) المقبل، بعد أن تمت العملية الانتخابية في العام الماضي لمجالس إدارة الشركة غير الربحية لمدة سنة.

ومنذ انتقال ملكية الأندية الأربعة إلى صندوق الاستثمارات العامة كجزء من خطوة مشروع كبير تم إطلاقه يختص باستثمار وتخصيص الأندية الرياضية، فقد تم إجراء تعديل جديد متزامن مع إطلاق هذا المشروع، إذ يملك صندوق الاستثمارات العامة ما نسبته 75 في المائة من هذه الأندية، على أن تظل 25 في المائة منها للمؤسسة الرياضية غير الربحية لكل نادٍ من الأندية الأربعة.

وعوداً لمجلس إدارة نادي النصر، فقد غاب مسلي آل معمر عن الأنظار منذ نهاية مباراة فريقه أمام العين الإماراتي، التي ودّع معها الأصفر العاصمي البطولة القارية التي كانت أحد الأهداف المنشودة والواضحة لنادي النصر، لكنه غادر البطولة في مرحلة ربع النهائي.

ولم يظهر رئيس مجلس إدارة نادي النصر في مواجهة الأهلي التي أعقبت مواجهة العين، حيث كسب النصر المباراة بهدف وحيد دون ردّ في قمة منافسات الجولة الـ24 من الدوري السعودي للمحترفين، التي استعاد معها نغمة انتصاراته بعد أيام عصيبة مرت بالفريق.

هل وقعت إدارة مسلي آل معمر ضحية لسياسة تغيير المدربين (الشرق الأوسط)

ورغم عدم تقدمه بخطوة رسمية لتقديم استقالته من منصبه، فإن الأمور تشير إلى أن آل معمر سيغادر المشهد بعد أن أمضى سنوات دون أن يحقق في عهده فريق النصر لقب الدوري أو كأس الملك وكأس السوبر، وكذلك دوري أبطال آسيا، إذ اكتفى ببطولة وحيدة، هي كأس الملك سلمان للأندية العربية التي أقيمت في صيف الموسم الحالي.

بدأت علاقة مسلي آل معمر بنادي النصر رئيساً لمجلس الإدارة في أبريل (نيسان) 2021 إذ تمت تزكيته رئيساً لمجلس الإدارة، وذلك بعد أن حلّت وزارة الرياضة صفوان السويكت الذي يشغل منصب الرئاسة قبل ذلك، وكلفت عبد الله الدخيل بتسيير أمور النادي حتى عقد الجمعية العمومية.

في الأندية، تقود نجاحات فريق كرة القدم إلى تكوين انطباع عن نجاح مجلس الإدارة من عدمه، فالبطولات هي الفيصل بالنسبة للجماهير، وخاصة في الأندية التي تمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة مثل النصر، إذ يعني الخروج بشكل متكرر من البطولات عدم النجاح.

وتعود آخر بطولة محلية حقّقها النصر إلى تاريخ 30 يناير (كانون الثاني) 2021، حينما فاز بكأس السوبر السعودي على حساب غريمه الهلال، بعد الانتصار بثلاثية نظيفة، أي قبل فترة تولي مسلي آل معمر رئاسة النادي بشكل رسمي، التي تعود إلى الأول من أبريل عام 2021.

في الموسم الحالي، ودّع النصر البطولة الأهم بالنسبة له (دوري أبطال آسيا)، خصوصاً في ظل امتلاك الفريق للنجم العالمي كريستيانو رونالدو، وبات النصر بعيداً عن المنافسة على لقب الدوري السعودي للمحترفين في ظل الفارق الكبير بينه وبين الهلال، الذي يصل إلى 12 نقطة، مع تبقي 10 جولات على إسدال الستار.

وعرفت عن إدارة مسلي آل معمر كثرة التغييرات الفنية داخل الفريق، من خلال التعاقد مع أكثر من مدير فني خلال فترة زمنية قصيرة، حيث بدأ الرئيس الحالي للنصر مشواره بالتوقيع مع البرازيلي مانو مينيزيس في أبريل 2021، قبل أن يرحل في سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، ويخلفه البرتغالي بيدرو إيمانويل في أكتوبر (تشرين الأول)، الذي رحل بعد نحو شهر في نوفمبر (تشرين الثاني) بسبب سوء النتائج.

وواصلت إدارة نادي النصر تغييرها للمدربين، ليتم التعاقد مع المدرب الأرجنتيني ميغيل أنخيل روسو في ديسمبر (كانون الأول) 2021، قبل أن يرحل في يونيو 2022، وراهنت الإدارة النصراوية على المدرب الفرنسي رودي غارسيا في يوليو (تموز) 2022، قبل أن تتم إقالته قبل جولات قليلة من نهاية المشوار، ليخلفه بشكل مؤقت المدرب الكرواتي دينكو الذي قاد النصر في الجولات السبع الأخيرة التي احتل معها النصر المركز الثاني خلفاً للبطل فريق الاتحاد.

جميع تلك المعطيات أسهمت في تكوين انطباع سلبي من جماهير النصر تجاه مجلس الإدارة الذي يحضر فيه مسلي آل معمر، إلا أنه في مطلع الموسم الحالي استبشر النصراويون خيراً في ظل الدعم الكبير بصفقات الأندية، إذ جلب النصر ساديو ماني وأوتافيو ولابورت وبروزوفيتش وأليكس تيليس وسيكو فوفانا قبل انتقاله بنظام الإعارة إلى نادي الاتفاق في الفترة الشتوية وعودة الكولومبي دافيد أوسبينا.

رغم الحراك الكبير في الصيف والتنبؤات بموسم مثالي للنصر، فإن الفريق سجّل تراجعاً كبيراً منذ العودة من فترة التوقف، التي تتجه فيها سهام الانتقادات نحو جولة الصين التي غاب فيها الفريق عن خوض المباريات بسبب عدم قدرة كريستيانو رونالدو على اللعب بسبب الإصابة.

مع تراجع أداء الفريق وكثرة الإصابات بين الصفوف، كان هناك كثير من الأخطاء الدفاعية التي كلفت النصر الخروج من بطولة دوري أبطال آسيا والابتعاد بصورة كبيرة في الدوري.

يقف النصر أمام بطولتي كأس الملك وكأس السوبر، ليجد فرصة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بأخذ نصيبه من كعكة بطولات الموسم الحالي.

أما مسلي آل معمر، الرئيس الذي أُعيدت تزكيته في يونيو الماضي، فيبدو أنه يعيش أيامه الأخيرة في مقر نادي النصر حتى في حال إكماله الأشهر الثلاثة لن يحضر في الصيف المقبل عند حلول فترة انتخابات مجالس إدارات جديدة للأندية التي يملكها صندوق الاستثمارات العامة.



المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top