الشارقة: عائشة خمبول الظهوري
تُعرف الخفافيش بسرعتها العالية أثناء التسلق والنزول من الأشجار، وتستخدم تحديد الموقع بالصدى للغطس والانحراف بدقة بالغة، ولكن بعض الأنواع يعتبرون أيضاً فنانون، ومهندسون معماريون على وجه الدقة، إذ تقوم الخفافيش ببناء خيام مخصصة من أوراق الشجر وسط الغابات الاستوائية حول العالم، وهي قابلة للتحكم في المناخ وتوفر المأوى من الشمس والمطر، كما تصدر حفيفاً عندما تكون الحيوانات المفترسة قريبة: جهاز إنذار أمني مدمج.
وعُثر على أكثر من 20 نوعاً من الخفافيش صانعات الخيام، معظمها من آكلات الفاكهة الصغار على الأشجار ويبني ذكر الخفافيش خيمة أثناء موسم التزاوج لجذب الإناث، أو قد تتعاون مجموعة لنصب مجسم بحجم عائلي، وأحياناً تخيم الخفافيش بمفردها وباختلاف الدافع، فإن البناء عادة ما يسير بنفس الطريقة: يقضم الخفاش حول عروق ورقة الشجر وساقها، ما يؤدي إلى إضعافها في نقاط استراتيجية حتى تنهار على نفسها، اعتماداً على شكل الأوراق المعنية ونمط المضغ الخاص بالخفاش.
أطلق الباحثون على ثمانية منها على الأقل أسماء – «bifid»، إذ تمضغ الخفافيش أزواجاً متجاورة من سعف النخيل حتى تشكل قطعة طويلة نحيفة،
ويمكن للباني الأكثر إنتاجاً، وهو الخفاش الشائع لصنع الخيام، أن يصنع 7 أنواع مختلفة من الخيام، ويتخصص آخرون في أسلوب واحد مثل فرانك لويد رايتس في عصر البراري، الخفافيش البيضاء الهندوراسية – وهي نوع من أمريكا الوسطى تشبه كرة القطن – تصنع الخيام فقط من الأوراق العريضة لنبات الهليكونيا، وتشكلها على شكل قوارب مقلوبة رأساً على عقب، من الممكن أن يتجمع ما يصل إلى 15 خفاشاً في المرة الواحدة، وتتدلى رأساً على عقب من الضلع الأوسط للورقة مثل الثريا غير الواضحة.