«يلا.. فاموس» شعار بطولة كأس العالم 2030



فوز يونايتد على ليفربول سيُخلّد في التاريخ… لكن لن يضمن لتن هاغ البقاء مدرباً

يأمل الهولندي إريك تن هاغ مدرب مانشستر يونايتد أن يكون الفوز المثير الذي حققه فريقه على ليفربول (4-3) في كأس الاتحاد الإنجليزي كافيا لإرسال رسالة اطمئنان إلى المسؤولين بالنادي بأنه ما زال الرجل المناسب لتصحيح المسار، بعد موسم واجه فيه الكثير من الانتقادات وأثار الشك حول مستقبله، خاصة بعد انضمام الملياردير البريطاني جيم راتكليف شريكا في ملكية النادي ومكلفا بالإشراف على ملف كرة القدم.

من المؤكد أن ما تحقق على ملعب «أولد ترافورد» يوم الأحد خلال الفوز الأكثر إثارة ودراماتيكية على ليفربول بأربعة أهداف مقابل ثلاثة لن يُنسى عبر الأجيال المختلفة، وسيثير روح التحدي والعزيمة في نفوس مشجعي مانشستر يونايتد إلى الأبد، لكن هل سيكون ذلك كافيا لإنقاذ منصب تن هاغ؟ ربما نعم، وربما لا. فمن المؤكد أنه سيكون من الصعب الإطاحة به إذا نجح في التأهل للنهائي وحقق الفوز على مانشستر سيتي أو تشيلسي وتوج باللقب في نهاية المطاف. لقد حقق مانشستر يونايتد الفوز على الغريم التقليدي وأكبر منافس له تاريخيا، وهو انتصار سيتردد صداه لعقود من الزمن، حتى لو أقيل تن هاغ من منصبه.

لقد أكد جيم راتكليف على أن يونايتد عازم على العودة إلى صدارة الكرة الإنجليزية كما كان في حقبة المدير الفني الأسطوري السير أليكس فيرغسون، ويُتوقّع أن يُبرم النادي تعاقداتٍ كبيرة الصيف المقبل، خاصةً في ظل معاناة الفريق في الموسم الثاني لتن هاغ الذي يحاول إنقاذ الموسم من بوابة كأس انجلترا، حيث سيلاقي كوفنتري سيتي في قبل النهائي.

ويغيب لقب الدوري عن «الشياطين الحمر» منذ عام 2013، ويحتل الفريق المركز السادس راهناً بفارق ست نقاط عن توتنهام الخامس وتسعٍ عن أستون فيلا الرابع.

وأوضح راتكليف أن خطط التدعيم ستتوجه إلى المراكز التي تفيد الفريق وليس البحث عن أسماء نجوم براقة أمثال جود بيلينغهام والفرنسي كيليان مبابي.

وأتمّ رجل الأعمال البالغ من العمر 71 عاماً، عملية الاستحواذ على 25 في المائة من أسهم يونايتد، مقابل نحو 1.3 مليار دولار أميركي. كما سيستثمر 238 مليوناً إضافية لتطوير البنى التحتية للنادي.

وقال راتكليف في حديثٍ لبودكاست «سايكلين كلوب» بعد سؤاله ما إذا كان سيحاول التعاقد مع بيلينغهام من ريال مدريد الإسباني: «إنه لاعبٌ رائع. ليس المكان الذي نُركّز عليه، الحل لا يكمن في صرف الكثير من الأموال على عددٍ قليلٍ من اللاعبين الرائعين».

وأضاف: «إذا نظرت إلى الأعوام العشرة الماضية فقد أبرم يونايتد تعاقدات كثيرة من هذه النوعية، صرفوا الكثير من الأموال على عددٍ من اللاعبين الرائعين، لكن النتائج لم تأت كما كان متوقعا».

وتابع راتكليف الذي يُشجّع يونايتد منذ صغره: «أول شيء نحتاج أن نقوم به هو التعاقد مع الأشخاص المناسبين في الإدارتين الفنية والإدارية، والتأكّد من التوظيف الصحيح، فهذا جزء ضروريّ من كرة القدم اليوم».

وأُعطيَ راتكليف في الحديث خيار التعاقد مع الفرنسي كيليان مبابي نجم باريس سان جيرمان أو النجم الأول في عالم رياضة الدراجات الهوائية، السلوفيني تادي بوغاتشار لفريقه إنيوس.

وجاوب: «أفضّل التعاقد مع مبابي المستقبليّ بدلاً من صرف مبلغٍ هائلٍ لشراء النجاح».

وأضاف: «ليس من الذكاء التعاقد مع مبابي الحالي. يُمكن لأي شخصٍ أن يُدرك ذلك. الأمر الأكثر تحدياً بالنسبة لنا هو البحث عن مبابي المستقبليّ أو بيلينغهام المستقبليّ أو روي كين المستقبليّ».

ولم يتعرض راتكليف لمنصب المدير الفني في حديثه، وهو الأمر الذي قد يربط مستقبل تن هاغ بما سيحققه الفريق بنهاية الموسم.

لكن هناك لحظات في تاريخ يونايتد كانت دائما فارقة في مسيرة مدربيه، فعندما سجل مارك روبينز هدف الفوز للفريق ضد نوتنغهام فورست في عام 1990 بالدور الثالث لكأس إنجلترا، كان ذلك بمثابة طوق النجاة للسير أليكس فيرغسون من الإقالة، لكي يبدأ مشوارا مثيرا ومرهقا بلغ ذروته بالحصول على لقب البطولة في نهاية المطاف. لقد كان هذا هو أول لقب يحصل عليه فيرغسون مع مانشستر يونايتد، وكان ذلك في نهاية موسمه الرابع على رأس القيادة الفنية للفريق، وإيذانا بـ 23 عاماً من النجاح المستمر للمدير الفني الأسكوتلندي مع الشياطين الحمر. وبالنسبة لتن هاغ ربما يكون فوز مانشستر يونايتد على ليفربول فرصة تجديد الثقة في المدير الفني الهولندي للاستمرار في منصبه.

يمتلك روبينز سجلا جيدا كمدير فني في الدوريات الأدنى من الدوري الإنجليزي الممتاز، ويتولى الآن القيادة الفنية لنادي كوفنتري سيتي، الذي إذا فاز بمباراته المؤجلة في دوري الدرجة الأولى، فسيكون على بُعد نقطة واحدة من ملحق الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز. وقد حقق كوفنتري إنجازا لافتا بالتأهل إلى نصف نهائي كأس إنجلترا بانتصاره على وولفرهامبتون بهدفين في الوقت المحتسب بدل الضائع ليضرب موعدا مع فريقه السابق، وبالنسبة لتن هاغ فربما يساعده فوز مانشستر يونايتد على ليفربول على الاستمرار في منصبه.

في الحقيقة، إن ما حدث على ملعب «أولد ترافورد» يوم الأحد كان أكثر دراماتيكية بكثير مما حدث عندما فاز مانشستر يونايتد على نوتنغهام فورست قبل 34 عاماً بهدف وحيد جاء من ضربة رأس في الدقيقة الحادية عشرة من بداية الشوط الثاني، لكن الفوز على ليفربول الغريم الأبدي بأربعة أهداف مقابل ثلاثة سيظل في نفوس مشجعي يونايتد إلى الأبد.

لقد كانت هذه المباراة تبدو وكأنها من زمن آخر، وكان اللاعبون قرب نهايتها مرهقين للغاية لكنهم لم يتوقفوا عن المحاولة. كان من المستحيل بحلول نهاية المباراة أن نعرف الطريقة التي يلعب بها مانشستر يونايتد، حيث كان هاري ماغواير وديوغو دالوت هما المدافعين الوحيدين المتبقيين في الملعب يتقدمان إلى داخل منطقة جزاء ليفربول! لقد كانت المباراة عبارة عن مواجهة بين مجموعتين من اللاعبين الذين يبذلون كل ما في وسعهم ولا يحتفظون بأي مجهود آخر للمباريات الدولية المقبلة مع منتخبات بلادهم. لم يكن أي منهما يريد اللجوء لركلات الترجيح، كان كل فريق يهاجم بضراوة من أجل حسم الأمور في الوقتين الأصلي والإضافي. ومن وجهة نظر مانشستر يونايتد، كان هذا الانتصار يجسد تماما المعايير التي وضعها المؤسس مات بيسبي، حيث لم يفز الفريق بفضل الخطط التكتيكية أو ممارسة الضغط بالشكل الأمثل، وإنما فاز لأن كل لاعب بذل أقصى مجهود ممكن لديه.

لقد تألق العاجي أماد ديالو في بعض الأحيان خلال الفترة التي لعبها مع سندرلاند على سبيل الإعارة الموسم الماضي، وكان ينطلق كالسهم مرارا وتكرارا من الجهة اليمنى، وكان يُظهر للجميع أن قدراته تفوق بكثير اللعب في دوري الدرجة الأولى، بلمحاته المهارية الرائعة بقدمه اليسرى الاستثنائية، فضلا عن سرعته ورشاقته وقدرته على التمرير بدقة شديدة، وهي المهارات التي أظهرها في الهدف الرائع الذي أحرزه في مرمى ليفربول.

لقد أعاقت الإصابة التي تعرض لها ديالو عودته إلى مانشستر يونايتد، فضلا عن أن النجم الأرجنتيني الشاب أليخاندرو غارناتشو، الذي يعد واحدا من أفضل لاعبي الفريق هذا الموسم، يلعب في نفس مركز الجناح العاجي بالجانب الأيمن. لكن لا يزال من المحبط أن ديالو لم يشارك إلا في أربع مباريات فقط بديلا مع مانشستر يونايتد هذا الموسم، في الوقت الذي لم يسمح له النادي بالاستمرار لموسم آخر مع سندرلاند على سبيل الإعارة.

سيكون من الصعب الإشارة إلى أن ما قدمه ديالو أمام ليفربول يوم الأحد يُظهر أنه قادر على التكيف مع الطريقة التي يعتمد عليها تن هاغ، نظرا لأن ما حدث في هذه المباراة لم يكن له علاقة بخطط اللعب. لكن ما أظهره المهاجم الإيفواري الشاب حقا هو أنه عندما تصبح المباراة فوضوية، فإنه يمتلك الشجاعة الكافية للقتال، لقد كان هو من قطع الكرة من البداية من قرب منطقة مرمى يونايتد وانطلق متبادلا التمرير مع غارناتشو حتى وصل لحافة منطقة جزاء المنافس وبكل الشجاعة والمهارة سدد الكرة بقوة على يسار كونور برادلي حارس ليفربول داخل الشباك. يقول البعض إن ديالو تأخر وتصرف بشكل خاطئ في هذه الكرة، ويقول آخرون إن التسديدة لم تكن بأفضل شكل ممكن، لكنه تمكن في نهاية المطاف من وضع الكرة داخل الشباك بقدمه اليمنى الضعيفة ومنح فريقه فوزا قاتلا ربما يفتح له الطريق للعودة للتشكيلة ويمنح مدربه طوق النجاة للبقاء في منصبه.



المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top