منوعات

شكري فاخوري: أبطالي مجهولو الهوية على الورق



بيروت: هناء توبي

شكري أنيس فاخوري كاتب وروائي لبناني احترف القلم منذ نعومة أظفاره، وكان أول ما نشر له في سن العاشرة «رسالة إلى أمي» في مجلة «الدبور» وتلاه قصص «أقوى من القدر» و«جسد وامرأة» و«الجائعون»، وصولاً إلى الثمانينات حيث كتب «غبطته والشيخ» و«العصفور وقفص النار» و «جدي والأرض» و «الصيد الثمين» وغيرها من القصص الناجحة التي دفعته في عام 1986 للبدء بكتابة الدراما التلفزيونية فقدم «اللوحة الأخيرة» و «مذنبون ولكن» و«لا أمس بعد اليوم» و«ربيع الحب»، وفي التسعينات كتب «العاصفة تهب مرتين» و «نساء في العاصفة» و«اسمها لا» و«غداً يوم آخر» وسلسلة حكايات «الغريبة والسجينة وابنتي» وسواها،مما عرضته شاشات التلفزيون المحلية والعربية.. ووفق ما قال فالكتابة عنده بحر لا ينضب،وهو اليوم بصدد كتابة مسلسلات جديدة ومتابعة فصول من أعمال سابقة..نسأله:

  • مسلسل «العاصفة تهب مرتين» كان مفصلياً في تغيير مسار الدراما اللبنانية، ما رأيك؟

– «العاصفة تهب مرتين» كتبته في عام 1995، وأحدث نقلة نوعية في الدراما اللبنانية، وكان مفصلياً في تغيير مسارها لجهة المعالجة الواقعية وعدد الحلقات الذي امتد إلى 177حلقة.. قبله كانت أعمالنا كلاسيكية ونمطية وباللغة العربية الفصحى، لكن مع العاصفة ولدت لغة حوارية مستمدة من اللهجة المحلية البيضاء، قريبة من المتلقي وتطال يومياته وصارت معتمدة وسائدة فيما بعده.

  • انتقلت من كتابة القصص والروايات إلى السيناريو والحوار فهل كان الأمر عسيراً؟

– لم يكن الانتقال عسيراً جداً عليّ، لكن يعوزني دوماً الوصف والمشاعر الدفينة، لأن الكاميرا تصور ما تراه العين ولا تصور المتخيَّل، إلا إذا كان مقروناً بالمشاعر، وهكذا يتم تحويل القصة السردية إلى دراما ومشهدية، ثم أنه لكل من القصة والسيناريو عناصر محددة وقد اعتمدت توليفة الجمع بين هذه العناصر، ولطالما رأيت أن الحوار البسيط والعفوي والمحكم هو فن قائم بذاته والقصة رهن بهذا الحوار.

قصص ومسلسلات

  • هل في جعبتك اليوم قصص تنوي تحويلها إلى مسلسلات؟

– بالفعل، وقد حولت بعض قصصي إلى مسلسلات ومنها مسلسل «خطوة حب» الذي لعبت بطولته نادين نجيم وكان من قبل قصة، ومسلسل «البرج 13» كان قصة وتحول وتم شراؤه ولم يعرض بعد، وحولت رواية «غبطته والشيخ» إلى مسلسل أيضاً لكن لم يتم تصويره بعد، وسأقدم «العاصفة تهب من جديد» لنرى أين أصبح أبطال «العاصفة تهب مرتين»، وتتمحور الأحداث حول الأبناء والأحفاد، ولدي تحضيرات لمسلسلات جديدة أبرزها «حين تغضب الملائكة» لكنني أعمل عليه ببطء حالياً، كما أن هناك نصوصاً تم شراؤها مني لكنها نائمة في الأدراج.

  • وما سبب التباطؤ في العمل؟

– هناك مجموعة أسباب، أولها أنني حصدت اسماً وشهرة من وراء المسلسلات، وقد أصبح اسمي جزءاً من الدراما المحلية والعربية، ولم أعد متعجلاً لاكتساب الوقت، وثانياً التقدم في العمر والصحة لم تعد تسمح بالعجلة، أما لجهة الإنتاج المادي والذي لم يكن هدفي يوماً فإنني احب أن احققه بالارتقاء الدائم بأعمالي.

  • هل لديك إشكاليات مع شركات الإنتاج حتى تنام أعمالك في الدرج؟

– إطلاقاً، علاقتي جيدة مع المنتجين، والمسلسلات نائمة لأسباب إنتاجية، حتى أن حقوقي المادية وصلتني عمّا تم شراؤه، لكن حقي المعنوي أن ترى أعمالي النور، وآمل أن يتحقق ذلك قريباً.

  • هل تكتب لأبطال تم انتقاؤهم لتأدية الأدوار أم تلحق بخيوط القصة فحسب؟

– صراحة، أبطالي مجهولو الهوية على الورق، لا أتخيل أبطال العمل عند الكتابة، وانساق خلف القصة والأحداث بداية، ثم بعد ذلك ووفقاً لاختبارات الأدوار يتم انتقاء الأبطال، بالتنسيق بيني وبين المنتج والمخرج.

أعمال للمنصات

  • ما رأيك بما يكتبه الكتاب الجدد من أعمال للمنصات؟

-أفرح بما يقدمه الكتاب الجدد حتى لو لم يكن جيداً، وأقول أن بعض الأعمال جيدة جداً، وبعضها دون المستوى المطلوب، إلا أنني أرى ذلك بعين إيجابية، لأن الكتاب الجدد يحركون عجلة الإنتاج ولا يقفون مكتوفي الأيدي ومع الوقت يحترفون الكتابة أكثر، وعموماً أنا مع كل التجارب، ومع دراما الحلقات ال30 وال5 ومهما بلغت ومع الانفتاح على السوق الدرامي العربي الواسع ومع كل ما يحبب المتلقي بالدراما.

  • أين نحن اليوم من الأعمال التاريخية؟

– تكاليف الأعمال التاريخية باهظة، ورهانها كبير لأن الجيل الجديد بعيد عنها، ولكن كتبت مسلسل «نورا» ضمن أجواء التاريخ المعاصر، ونجح بتكاليف متوسطة، لكن «ثورة الفلاحين» الذي كتبته كلوديا مارشليان وأخرجه فيليب أسمر وهو يعود إلى التاريخ القديم، فلم يكن حقيقياً لافتقاره إلى الديكور القديم وظهرت الطبقة الأرستقراطية اللبنانية فيه وكأنها أرستقراطية إيطالية ولم يقنعني..

  • خلال مشوارك الطويل هل كنت راضياً عن الطريقة التي خرجت بها أعمالك إلى النور؟

– معظم الوقت كنت راضياً، وأقدر جهود الممثلين والممثلات الذين قدموا أدوارهم بحرفية، والمخرجين الذين ساهموا بتحويل الورق إلى بشر، لكن الذين لم أكن راضياً عنهم لم أكرر تعاوني معهم حتى لو كانوا نجوماً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى